أعمال

شركات السيارات تتسابق لتأمين معدن “الجرافيت” بعيدًا عن الإنتاج الصيني.. لماذا؟

يسارع صانعو السيارات، بما في ذلك “Tesla” و”Mercedes”، إلى تأمين احتياجاتهم من معدن الجرافيت من خارج الصين، والتي تعد المنتج المهيمن له، فما سبب هذا الاتجاه؟

السيارات الكهربائية والتشريعات الغربية تتسبب بنقص “الجرافيت”

يفوق الطلب على معدن “الجرافيت” للاستعانة به في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية الاستخدامات الأخرى للمرة الأولى، بسبب الارتفاع الشديد في مبيعات السيارات الكهربائية.

كانت شركات السيارات بطيئة في التخطيط لنقص الجرافيت، مع التركيز بشكل أساسي على مواد البطاريات المعروفة مثل الليثيوم والكوبالت، على الرغم من أن الجرافيت هو أكبر مكون للبطارية من حيث الوزن.

الآن، يطرق صانعو السيارات أبواب منتجين جدد، مثل مدغشقر وموزمبيق، حيث من المتوقع أن تمثل السيارات الكهربائية هذا العام المُحرك لأكثر من 50% من سوق الجرافيت الطبيعي لأول مرة، وفقًا لشركة “Project Blue” الاستشارية.

وسيكون النقص في المواد المنتجة خارج الصين أكثر حدة، حيث تهدف التشريعات في الولايات المتحدة وأوروبا إلى خفض الاعتماد على الصين في المعادن المهمة.

قال مارك طومسون، المؤسس والمدير الإداري لشركة “Talga Group Ltd” الأسترالية، التي تخطط لبدء إنتاج البطاريات العام المقبل في السويد: ” شركات صناعة السيارات في مأزق حقيقي لأنه لم يكن هناك استثمار في الجرافيت بدول الغرب”.

ويعد الاتفاق على صفقات توريد الجرافيت أمرًا معقدًا، ويتطلب اختبارات سلامة مكثفة للمواد التي تدخل في كل نموذج للمركبة الكهربائية، وهو ما يمكن أن يستغرق ما يصل إلى 3 سنوات.

كم يبلغ مقدار العجز في “الجرافيت”؟

كان الاستخدام الرئيسي للجرافيت سابقًا في صناعة الصلب، لكن مبيعات السيارات الكهربائية سترتفع إلى أكثر من ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، بعد أن بلغت 35 مليونًا في عام 2022، وفقًا لتوقعات “BMO Capital Markets”.

أظهرت توقعات “Project Blue” أنه من المتوقع أن يرتفع نقص الجرافيت في السنوات المقبلة، مع توقع عجز عالمي في الإمدادات يبلغ 777 ألف طن بحلول عام 2030.

قالت “Benchmark Mineral Intelligence” في تقرير حديث، إن هناك حاجة إلى حوالي 12 مليار دولار من الاستثمار بحلول عام 2030 في الجرافيت و 97 منجمًا جديدًا مطلوبًا بحلول عام 2035 لتلبية الطلب.

وأشار التقرير أن الصين تنتج 61% من الجرافيت الطبيعي عالميًا، وكذلك 98% من المواد المعالجة النهائية لتصنيع البطاريات.

الهيمنة الصينية ستستمر

قال جورج ميلر، كبير المحللين في “Benchmark Mineral Intelligence”: “لا تزال الصين مهيمنة بشكل كبير في مجال إنتاج الجرافيت، ونتوقع أن تحافظ على هيمنتها لسنوات قادمة”.

وأضاف: “بحلول عام 2032، ستظل الصين تتحكم في 79% من إنتاج نوع من الجرافيت المعالج، مقارنة بنسبة 100% في عام 2022”.

اقترح الاتحاد الأوروبي إصدار تشريعات تهدف إلى تقليل الاعتماد على أي دولة واحدة لأي مادة خام رئيسية بما يصل إلى 65% أو أكثر بحلول عام 2030.