عندما يعمل شخص ما لحسابه الخاص يحصل على الكثير من المزايا، فبجانب فرصة جمع أموال أكثر، هناك أيضًا إمكانية التحكم في كيفية قضاء الوقت، ومع ذلك، يواجه أصحاب العمل المستقل بعض الصعوبات، وأبرزها أنهم يميلون لقضاء وقت أطول في أداء المهام الوظيفية، ومع حصولهم على أوقات راحة قد يشعرون بتأنيب الضمير والذنب لذلك، فما السبب؟
السر في سياسة “تسعير الوقت”
تقول شانون لويز، وهي مُصمّمة غرافيك تبلغ من العمر 35 عامًا، تعمل لحسابها الخاص، في ولاية نورث كارولينا الأمريكية، “إن الشعور بالذنب يكون أعمق عندما تفعل شيئًا ممتعًا بدلًا من العمل”.
وتوضّح: “يأتي هذا الشعور عندما أفعل شيئًا دون مبرر، على سبيل المثال، عندما أمارس نشاطًا من أجل المتعة والإثارة، فأنا لا أشعر بالذنب عندما أطوي الغسيل، ولكن عندما أحاول ممارسة هواية ما، يبدأ ذلك الشعور بالظهور”.
وتصف “شانون” هذا الشعور بـ “المزعج”، إذ أنه “يمكن أن يفسد اللحظات الممتعة بلمح البصر”.
وجدت دراسة أعدتها مجلة “علم النفس التجريبي” عام 2021، أن اعتبار الوقت الذي يقضيه المرء في الأنشطة الترفيهية على أنه “وقت ضائع”، هو فعل يقلّل المتعة المنشودة من هذه الأنشطة.
تقول لويز إن الشعور بالذنب يصبح مضاعفًا عندما تقضي الوقت في فعل شيء من دون أجر، إذ تشعر أنها تخسر المال.
وتضيف: “تستطيع بناء مشروعك الخاص، عندما تدرك أن لوقتك قيمة مالية، ولكن سيصبح من الصعب عليك فعل أي شيء آخر دون تسعير وقتك”.
وفقًا لإحدى الدراسات: “على الرغم من أن اتباع سياسة تسعير وقت عملك هي مفتاح النجاح، إلا أن تطبيقها خارج أوقات العمل يمكن أن يجعل تلك الأوقات غير ممتعة”.
الآثار السلبية لاتباع سياسة “تسعير الوقت”
وجد باحثون كنديون أن الأشخاص الذين يتبعون دائما سياسة “تسعير الوقت”، هم أقل صبرًا عند ممارسة نشاط من المفترض أن يكون ممتعًا.
تُظهر بيانات نشرها مركز “بيو” للأبحاث، في شهر مارس 2023، أن العديد من العمال يفضلون العمل على أخذ قسط من الراحة.
وكشف الاستطلاع الذي شمل نحو 6 آلاف عامل أمريكي، بمن فيهم نحو 5,100 من غير العاملين لحسابهم الخاص، أنه وعلى الرغم من أن 62% من العمال يعتبرون إجازة العمل ميزة مهمة، فإن ما يقرب من النصف يطلبون عدد أيام إجازة أقل من الحد المسموح به.
وعلى الجانب الآخر، فعندما يجني صاحب العمل الحر دخلًا أعلى مع إمضائه مزيدًا من الوقت في العمل، تصبح الموازنة بين العمل والترفيه أمرًا صعبًا للغاية.
يقول الخبير المهني في موقع التوظيف “Flex Jobs”، توني فرانا: “بالنسبة لأصحاب العمل الحر فإن هذا يشكل ضغطًا كبيرًا؛ فغالبيتهم غير قادرين على الاعتماد على دخل ثابت أو حتى يخشون خسارة مشاريعهم لصالح منافسين محتملين، لذلك من الشائع أن يشعروا بالذنب لحظة الابتعاد عن عملهم”.
وبينما تظهر الأبحاث أن التحرر الذهني من العمل له فوائد هائلة في تخفيف التوتر وتحسين الصحة العقلية، أفاد بعض أصحاب العمل الحر أن قول ذلك أسهل بكثير من تطبيقه، حتى إن التحرر الذهني يمكن أن يكون حافزًا لمزيد من الإرهاق بالنسبة لهم.
أظهرت دراسة أجريت عام 2020 أن أصحاب العمل الحر كانوا أكثر عرضة للإرهاق من الموظفين التقليديين.
ما هو تأثير العمل في درجات حرارة مرتفعة على الكفاءة الإنتاجية؟
ماذا لو كنت كثير المسؤوليات.. كيف توازن بين العمل والقيام بواجباتك الأسرية؟