يُعد تعاطي المخدرات من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع، لما لها من آثار سلبية على التنمية وتحقيق النمو، لأنها تؤدي إلى إفساد الشباب وهم عصب أي نهضة اقتصادية.
وتبذل الجهات المعنية في المملكة مؤخرًا جهودًا متواصلة، من أجل السيطرة على مهربي ومروجي المخدرات، تم على أثرها تنفيذ عدد من المداهمات الأمنية لأماكن تخزين المواد المخدرة، أو مصادرتها عند المعابر الحدودية.
وتستهدف الحملة بشكل خاص بعض الأنواع المخدرة المتداولة في بعض أنحاء المملكة، مثل مادة الميثامفيتامين المخدر أو ما تُعرف بـ “الشبو”، والتي تنتشر في الفئة العمرية من 14 عامًا وحتى 25 عامًا.
وتُعرّف وزارة الصحة الإدمان على أنه “رغبة قهرية للاستمرار في تعاطي المادة المخدرة أو الحصول عليها بأي وسيلة، مع الميل إلى زيادة الجرعة المتعاطاة؛ مما يسبب اعتمادًا نفسيًّا وجسميًّا وتأثيرًا ضارًا في الفرد والمجتمع”.
التقديرات العالمية لتعاطي المخدرات
يُشير تقرير المخدرات العالمي لعام 2022، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إلى أن عدد المتعاطين للمخدرات خلال عام 2020، قُدر بنحو 284 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عامًا، ومعظمهم من الرجال.
ووفق الأرقام فإن 1 من كل 18 شخصًا في تلك الفئة العمرية مدمن للمخدرات، بزيادة بلغت نسبتها 26% عن عام 2010.
المواد المخدرة الشائعة في أنحاء العالم
ذكر التقرير 5 أنواع من المخدرات التي تستحوذ على الاستخدام الأكبر عالميًا وهي:
القنب
يُعرف أيضًا بالحشيش أو الماريغوانا، وهو أكثر العقاقير المخدرة شيوعًا حول العالم، وقُدر عدد المتعاطين له في عام 2020، بـ 209 ملايين شخص في العالم.
وارتفع عدد الأشخاص الذين يتعاطون القنب بنسبة 23% خلال العقد الماضي.
المواد الأفيونية
جاءت في المرتبة الثانية، إذ قُدر عدد المتعاطين لها بـ 61 مليون شخص، خلال نفس العام.
ويُعتبر الأفيون مصدر قلق كبير، بسبب الآثار الصحية المترتبة على تعاطيه، إذ إن 69% من الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات خلال عام 2019، كانت بسبب الأفيون.
وخلال نفس العام، تم فقدان 12.9 مليون سنة من الحياة الصحية بسبب الوفاة أو الإعاقة، بما يعادل 71% من نسبة الحيوات الصحية المفقودة.
وكانت 40% من الخدمات العلاجية المقدمة لعلاج المدمنين خلال عام 2020، متعلقة بتعاطي الأفيون.
الأمفيتامين
يأتي في المرتبة الثالثة، وهو أكثر المنشطات تعاطيًا في أوروبا، وبلغ عدد المتعاطين 34 مليون شخص في العالم خلال عام 2020.
الكوكايين
جاء في المركز الرابع، وينتشر بصورة كبيرة في الأمريكتين، وقُدر الاستخدام العالمي له بـ 21 مليون متعاطِ خلال عام 2020.
عقار الإكستاسي
وهو منشط له تأثير يشبه الأمفيتامين، جاء في المرتبة الأخيرة بعدد متعاطين قُدر بـ 20 مليون شخص.
وتشير استطلاعات عديدة إلى أن انخفاض استخدام هذا العقار يرجع بشكل أساسي إلى إجراءات الإغلاق التي صاحبت جائحة كوفيد-19، إذ تم إغلاق أماكن كان يُستخدم فيها بشكل أساسي مثل النوادي الليلية.
تعاطي المخدرات حسب الجنس
تشهد آسيا أكبر نسبة من الرجال الذين يتعاطون القنب، إذ تصل نسبتهم إلى 91%، ثم تأتي أفريقيا بـ 88%، وأمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي وجنوب شرق أوروبا بنسبة 80%، وتسجل أمريكا الشمالية أقل نسبة بـ 58%.
أما بالنسبة للنساء، سجلت أمريكا الشمالية أعلى نسبة بـ 47%، ثم أستراليا ونيوزيلندا بـ 37%، وجنوب ووسط أوروبا بـ 34%، فيما كانت أقل نسبة لتعاطي النساء من القنب من نصيب آسيا بـ 9%.
وفيما يخص المواد المخدرة الأخرى، فسجلت النساء نسبة مرتفعة في استخدام للمواد الأفيونية بلغت 47%، فيما استخدم 49% منهم المهدئات خارج الإطار الطبي، ومشتقات الأمفيتامين بنسبة 45%.
وبين الرجال، كانت أعلى نسبة من نصيب الأفيون بـ 85% مقارنة بالمواد الأخرى، ثم الكوكايين بـ 73%، والقنب والمؤثرات العقلية الجديدة بـ 70%.
تعاطي المخدرات بالحقن
يتعاطى أكثر من 11 مليون شخص المخدرات في جميع أنحاء العالم عن طريق الحقن، ما يقرب من 59% منهم يقيمون في شرق وجنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا الشرقية، والتي تشهد أكبر نسبة بحوالي 1.3%.
وخلال عام 2020، ضمت آسيا أكبر عدد من المتعاطين للمخدرات عن طريق الحقن بما يقدر بأكثر من 5 ملايين شخص، ثم جنوب شرق آسيا بأكثر من 3 ملايين شخص، وأوروبا بأكثر من 2 ونصف مليون شخص.
وتزيد هذه الطريقة من المخاطر الصحية المحتملة لتعاطي المخدرات، منها خطر الجرعات الزائدة، والإصابة بالأمراض المنقولة مثل فيروس نقص المناعة “الإيدز”، وفيروس C.
ويعيش 5.5 ملايين شخص (واحد من كل اثنين) من الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن مع التهاب فيروس سي، فيما يعيش 1.4 مليون منهم (واحد من كل 8 أشخاص) مع مرض نقص المناعة “الإيدز”.
فيما يتعايش 1.2 مليون شخص مع التهاب فيروس سي والإيدز معًا، بواقع واحد من كل 10 أشخاص يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.
وشكّل متعاطو المخدرات حقنًا 9% من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين البالغين في جميع أنحاء العالم في عام 2020.
وأشارت تقديرات حديثة لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية إلى أنه في عام 2020، كان الشخص الذي يتعاطى المخدرات عن طريق الحقن، معرضًا للإصابة بالإيدز بـ35 مرة أكير من الشخص الذي لا يتعاطى المخدرات.
وتُقدر منظمة الصحة العالمية أن 23% من حالات التهاب الكبد الوبائي الجديدة عالميًا كانت بسبب تعاطي المخدرات بالحقن، إذ يعيش ما يقرب من نصف (48.9%) الأشخاص الذين يحقنون المخدرات مع هذا الفيروس.
وترتفع نسبة الإصابة بعدوى مشتركة لتصل إلى 82% من المتعاطين للمخدرات حقنًا، والتي تمثل حوالي 10% من نسبة المتعاطين للمخدرات حقنًا حول العالم.
إنتاج المخدرات والاتجار بها
يُعد القنب هو أكثر المواد المخدرة إنتاجًا على مستوى العالم، بما يُشكل ظاهرة عالمية، فيما تنخفض زراعة نبات الخشخاش التي يُستخرج منها الأفيون، فيما تستقر زراعة شجرة الكوكا المنتجة للكوكايين.
وتميل زراعة المواد الأخرى لأن تتركز في الأماكن التي تُستخدم فيها، في عدد صغير من البلدان حول العالم.
وعلى مدى الخمس سنوات الماضية، استأثرت 3 دول فقط هم: أفغانستان وميانمار والمكسيك، بأكثر من 95% من الزراعة العالمية لزراعة نبات الخشخاش مصدر الأفيون.
فيما جاءت 3 دول أخرى وهم: كولومبيا، وبيرو، وبوليفيا، على رأس الدول الزارعة لشجيرة الكوكا.
وخلال عام 2020، بلغ إجمالي المساحة المزروعة بنبات الخشخاش حوالي 300 ألف هكتار، فيما بلغت مسحة الأراضي المزروعة بشجيرات الكوكا ما يقرب من 250 ألف هكتار.
وارتفع الإنتاج العالمي للأفيون بنسبة 7% خلال عام 2021، استمرارًا للارتفاع التصاعدي الذي شهده العقدان الماضيان، ليبلغ إجمالي الإنتاج 7,930 طنًا، مدفوعًا بارتفاع إنتاج الأفيون في أفغانستان.
وخلال الفترة بين عامي 2010 و2020، أبلغت 154 دولة بطريقة مباشرة وغير مباشرة عن زراعة غير مشروعة للقنب، فيما أبلغت 57 دولة عن الأفيون، و8 دول كانت جميعها في أمريكا أبلغت عن زراعة غير مشروعة لشجيرات الكوكا.
وشهد عام 2020، ضبط أكبر كمية من نبات القنب المزروع بطريقة غير مشروعة، بكمية قُدرت بـ 15,173 طنًا عالميًا، و4,707 من عشبة القنب.
ترويج المخدرات عبر الإنترنت
اكتسبت تجارة المخدرات مزايا عديدة مع التطور المستمر في لمنصات الإنترنت، ما ساهم في تقليل المخاطر من بيع المواد المخدرة سواء للتاجر أو المتعاطي، من حماية الهوية، وهو ما جعلها بديلًا أكثر جاذبية من الشارع.
وتضاعفت مبيعات المخدرات عبر الشبكة المظلمة من الإنترنت 4 مرات خلال الفترة من منتصف 2017 وحتى 2020، مقارنة بعام 2011.
ولكن على الرغم من ذلك لا تُشكّل تجارة المخدرات عبر الإنترنت إلا نسبة صغيرة من حجم التجارة العالمية، فبحسب ما جاء في تقرير المخدرات العالمي 2021، فإن المعاملات المتعلقة بالمخدرات في 19 سوقًا للشبكة المظلمة الرئيسية التي تمت مراقبتها خلال الفترة بين 2011-2020، قُدرت بمبلغ 315 مليون دولار فقط في السنة.
وعبر شبكة الويب المظلمة، ظل القنب أكثر العقاقير شعبية، إذ مثل 485 من إجمالي المواد المخدرة المباعة عبر الأسواق التي تمت مراقبتها خلال عام 2021، ارتفاعًا من 37% خلال عام 2019.
وكانت الأمفيتامينات هي ثاني أكبر المواد المخدرة تداولًا عبر الإنترنت بعد الحشيش أو القنب، إذ سجلت 16%، ثم الكوكايين بـ 12%، ثم المواد الأفيونية والصيدلانية بـ 5%.
أعراض إدمان المخدرات
بحسب وزارة الصحة فإن أعراض إدمان المخدرات هي:
– النعاس
– الرجفة
– احمرار العينين، واتساع حدقة العين
– عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام
– فقدان أو زيادة الشهية
– هالات سوداء تحت العينين
– اضطرابات النوم
مضاعفات إدمان المخدرات
– مضاعفات نفسية (مثل: التغير في الشخصية، والتدني في الأداء الوظيفي والمعرفي)
– أعراض ذهنية (مثل: الشعور باللامبالاة، وفقدان الحكم الصحيح على الأشياء)
– إصابة جهاز المناعة (مثل: الإصابة بالأمراض الجنسية، والأمراض الفيروسية كالتهاب الكبد الفيروسي)
– الاضطرابات الهرمونية (مثل: العقم والتأثير في عملية الإخصاب)
– التفكك الأسري ومشكلات الطلاق
– انتشار الجرائم للحصول على المال أو المقاومة
الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات
يُنسب إلى تعاطي المخدرات ما يُقدر بـ 17.5% من إجمالي الوفيات في الفترة بين عامي 2009 و2019.
وخلال عام 2019، قُدر عدد الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات بـ 494 ألف حالة على مستوى العالم.
وتأتي المواد الأفيونية على رأس المواد المخدرة المسببة للوفاة، بحسب ما أبلغت عنه 48 دولة عضوة في مكتب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وأشارت 77% من هذه الدول إلى أن الهيروين والمورفين، كانت المواد المسببة لأكبر عدد من الوفيات المرتبطة بتعاطي المخدرات،
وكانت 64% من جميع حالات الوفاة المباشرة المتعلقة بالمخدرات التي تم إبلاغ مكتب الأمم المتحدة عنها، متعلقة بالمواد الأفيونية.