تواجه مدينة باريس منذ فترة طويلة مشكلة كبيرة مع الفئران، والتي تعد واحدة من أكبر المخاوف الصحية والبيئية في المدينة، وتتعامل الحكومة المحلية مع هذه المشكلة عن طريق القيام بحملات تطوير البنية التحتية والتعرف على المناطق المعرضة لخطر تواجد الفئران بكثرة والعمل على إزالة المخلفات وتنظيف الشوارع والأماكن العامة.
هل يمكن العيش بجانب الفئران؟
هذا ما يحاول مسؤولو مدينة باريس اكتشافه، حيث تواجه العاصمة الفرنسية – مثل العديد من المدن الكبرى – أزمة الأعداد المتكاثرة من الفئران داخل المدينة. حيث قالت نائبة عمدة باريس، آن سوييري، إن عمدة باريس، آن هيدالغو، تشكل لجنة لدراسة “التعايش مع الفئران والإجابة على فرضية: “إلى أي مدى يمكن للبشر والفئران أن يعيشوا معًا؟” – وذلك خلال اجتماع لمجلس المدينة يوم الخميس.
وأعلن زعيم حزب الجمهوريين المحافظ، جيوفروي بولارد، عن هذه المبادرة، بعد أن طالب الحكومة المحلية بوضع خطة أكثر طموحًا ضد انتشار الفئران في الأماكن العامة. ويهدف مشروع أرمجدون، الذي يتم تمويله من قبل الحكومة الفرنسية، إلى مساعدة باريس في إدارة سكانها من الفئران، ومن بين أهدافه مكافحة التحيزات ضد الفئران لمساعدة الباريسيين على التعايش معها.
وأوضحت “آن سوييري” أن ما يتم دراسته هو إلى أي مدى يمكن للبشر والفئران أن يعيشوا معًا بطريقة “الأكثر كفاءة وفي نفس الوقت ضمان عدم جعل الأمر لا يطاق بالنسبة للباريسيين”. وعلى الرغم من أن الفئران يمكن أن تنشر الأمراض، إلا أن ” سوييري” قالت إن الجرذان التي يتم مناقشتها ليست من نوع الجرذان السوداء التي يمكن أن تحمل الطاعون، وإنما أنواع أخرى من الجرذان التي تحمل أمراضًا مثل داء الليستريا، وأشارت “سوييري” أيضاً إلى بعض الإجراءات التي اتخذتها المدينة كجزء من خطتها المضادة للجرذان عام 2017، بما في ذلك استثمار آلاف صناديق النفايات الجديدة لتجعل الجرذان تعود تحت الأرض.
خطط عاجلة للمكافحة
وتشمل الخطط الحالية لمواجهة مشكلة الفئران في باريس تجهيز الأماكن العامة بصناديق النفايات الجديدة التي تمنع وصول الفئران إلى النفايات، واستخدام الأساليب الحديثة في القضاء على الفئران، مثل الأساليب الحيوية والكيميائية والفيزيائية، وتعزيز التوعية العامة حول الخطر الصحي والبيئي للفئران. وبشكل عام، تسعى الحكومة المحلية في باريس إلى تحسين جودة الحياة في المدينة، بما في ذلك توفير بيئة صحية وآمنة للسكان، وتشجيع التعايش السلمي والمسؤول بين البشر والحيوانات المحلية.
بالصور.. القمامة تُغرق شوارع باريس
أولمبياد باريس: ما يصل إلى 40 دولة قد تقاطع الألعاب.. لماذا؟