أصبحت كرة القدم واحدة من أكثر الصناعات ربحية وتنافسية في عالم المال، حيث ارتفعت القيمة السوقية للكثير أندية كرة القدم على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأصبح رواد الأعمال أكثر حرصًا على استثمار أموالهم في هذا السوق، بعد أن كانت الأندية في أزمة حتى أوائل التسعينيات.
في هذا التقرير ننظر في الأسباب التي دفعت الأندية للتحوّل إلى شركات، ومدى تأثير هذا على أرباحها، ودفع الصناعة بالكامل نحو ما أصبحت عليه اليوم.
لماذا تحولت أندية كرة القدم إلى شركات؟
قبل عام 1993، دفعت شبكات تلفزيونية مثل “ITV Sport” و”BBC Sport” رسومًا متواضعة نسبيًا لعرض مباريات الدوري الإنجليزي لكرة القدم على قنواتها، حيث تم تقسيم الأموال المستلمة بين جميع أندية درجات المسابقة، البالغ عددهم 92 حينها.
وبعد إبداء شبكة “Sky” اهتمامها ببث الدوري مقابل مبالغ كبيرة، انفصل أفضل 22 ناديًا في في نهاية موسم 1992-1993، لتكوين الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليغ”.
وعندما أصبحت الرابطة قادرة على التفاوض بشأن حقوق البث، مع وجود عدد أقل ممن يتقاسمون العوائد، أبرم “البريميرليغ” صفقة ضخمة بقيمة 304 ملايين جنيه إسترليني.
وفي 1993 أيضًا، عدّل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم شكل كأس أوروبا، وأعاد تسمة البطولة بـ “دوري أبطال أوروبا”، من أجل السماح بمشاركة أكثر من منافس من أندية النخبة في كل دولة.
أسّست تلك الفترة لعصر صناعة كرة القدم التجارية، حيث وجدت أفضل الفرق في الدوريات الكبرى أن خزائنها تعززت بشكل كبير من خلال المشاركة في كل من الأحداث والظهور التلفزيوني المنتظم، ولكن هذا الأمر صحبته مشكلة جديدة، إذ ارتفعت رواتب اللاعبين بشكل كبير.
في عام 1993، كان متوسط الأجر الأسبوعي للاعب المحترف في الدوري الإنجليزي الممتاز 2246 جنيهًا إسترلينيًا، ومع زيادة عائدات البث والجماهيرية، ارتفع المتوسط ليصل إلى 7136 جنيهًا إسترلينيًا في عام 1998.
بحلول عام 2010، وصل ربح اللاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى أكثر من 34 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع الواحد في المتوسط.
شكّل هذا ضغطًا على إدارات الأندية، فاتّجه بعضها لبيعها لأثرياء؛ لاستثمار مئات الملايين فيها وتحويلها إلى فائزين محتملين بالألقاب، مثل تشيلسي ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان.
ومن جهة أخرى، استخدمت بعض الأندية جماهيريتها لجلب رعاية ضخمة، مع فتح المجال لتمليك بعض الحصص فيها، مثل ليفربول.
ما هي مصادر دخل أندية كرة القدم؟
تنقسم عائدات كرة القدم إلى أربع فئات، وهي: حقوق البث، وتذاكر المباريات، والأنشطة التجارية، والانتقالات.
يمثّل تسويق حقوق البث التلفزيوني العامل الأهم لحساب الربح والخسارة لأفضل أندية ورابطات كرة القدم الأوروبية، وتتم عملية بيع الحقوق من خلال عملية مناقصة، حيث تتنافس الشبكات التلفزيونية ويصبح صاحب العرض الأفضل هو المالك الحصري للحق في عرض المباريات في منطقة معينة، وتحصل الأندية على جزء من عائدات البث.
بالنسبة لتذاكر حضور المباريات، كانت قيمتها تمثل 43% من إجمالي إيرادات الدوري الإنجليزي، ولكن الآن تراجعت النسبة لتصبح 13% تقريبًا، ولذلك تحاول الفرق تعويض هذا بالخدمات في الملعب، فعلى سبيل المثال، يحصّل توتنهام حوالي 800 ألف جنيه إسترليني في كل مباراة على ملعبه من بيع الأطعمة والمشروبات.
وتتعلق الأنشطة التجارية التسويقية بعائد الأندية من الرعاية، وبعض الجولات والمباريات الودية، والبيع بالتجزئة والترويج وأي دخل ناتج عن علامات تجارية تابعة لجهات خارجية.
وأخيرًا، تبرز رسوم انتقال اللاعبين بين الأندية، والتي ترتفع مع مرور السنين، حيث كان قد سجّل عام 1975، أول صفقة بقيمة مليون جنيه إسترليني، في انتقال جوزيبي سافولدي من بولونيا إلى نابولي، وبعد أكثر من 4 عقود، وتحديدًا في 2017، شهدنا انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان بقيمة 198 مليون جنيه إسترليني، ومع امتلاك كل فريق للاعبين بعقود مرتفعة تزداد قيمة أصولها.
بالفيديو .. كيف ستستفيد الجماهير من تخصيص الأندية الرياضية؟
بالفيديو| بنزيما في الاتحاد.. تفاصيل وكواليس وداع مدريد والتوجه إلى السعودية
بالفيديو.. وزير الرياضة يوضح آلية الاستثمار في أندية دوري “روشن”