السعوديون حاضرون دائمًا.. منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم والمواهب والنماذج الوطنية لا تتوقف في مختلف المجالات، جدَّوا واجتهدوا فصنعوا لأنفسهم ووطنهم مكانة عالية، أحبوا عملهم وأخلصوا فيه فكُتبت أسمائهم بأحرف من ذهب في صفحات المجد.
خميس بن رمثان، أقدم أدلة الصحراء في الجزيرة العربية، كان من بين هؤلاء الذين شحذوا همتهم وحواسهم الخمس في التركيز على ما يُقدم للوطن، بل كانت له حاسة سادسة تميز وتفرّد بها، وهي الاهتداء إلى الطرق ومعرفة كل ركن في الصحراء، من خلال استجلاب الخبرات وتطويع المهارات.
قصة خميس بن رمثان لم تأتِ من فراغ وكان خلفها سنوات من العمل والمثابرة، لكنها تجلت حينما أتت الشركة الأمريكية للتنقيب عن النفط في المملكة، واحتاجت إلى دليل ماهر يعرف الصحراء كما يعلم حروف اسمه، فوقع الاختيار عليه.
بدأ خميس العمل مع شركة التنقيب منذ عام 1353هـ- 1934م، ثم جرى تعيينه موظفًا رسميًا في شركة أرامكو عام 1361هـ – 1942، لكن العام الأهم بالنسبة له، وللسعوديين كافة، هو 1938م، حينما تكللت الجهود باكتشاف بئر الدمام 7، أو بئر الخير كما أطلق عليها الملك المؤسس، سلمان بن عبد العزيز، في شرق المملكة، وبدأ النفط يتدفق بكميات اقتصادية.
أعجب المهندسون والجيولوجيون الأمريكيون بمهارة خميس بن رمثان ودلالته في الصحراء، فقال عنه توماس بارجر كما في كتاب “تحت القبة الزرقاء”: “في الصحراء لا يتوه خميس أبدًا، لأنه إضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كانت لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر “دغلة” كان قد مر بها وهو شاب، أو اتجاه موقع بئر سمع عنه قبل عشر سنوات”.
وقال عنه الوزير علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية سابقًا: “من الشخصيات الملهمة في السنوات المبكرة من التحاقي بأرامكو”.
ظل ابن رمثان على رأس العمل في شركة أرامكو حتى وفاته متأثرًا بمرضه عام 1378هـ- 1959م، وتخليدًا لذكراه وتقديرًا لدوره أطلقت أرامكو اسم “رمثان” على أحد حقول النفط عام 1974 بعد اكتشافه شرقي القيصومة.
إضافة إلى ذلك أُطلق اسم “رمثان” على ناقلة النفط العملاقة ضمن أسطول شركة النقل البحري، ليبقى هذا الاسم علامة فارقة في تاريخ المملكة، ونموذجًا يُحتذى به.
فيديو| كيف يتم التعامل مع رائدي الفضاء بعد عودتهما إلى الأرض؟
أقوى قادة السياحة والسفر في الشرق الأوسط
طبيب سعودي يسجل 4 براءات اختراع في أمريكا.. من هو ياسر الضامن؟