قبل 12 عامًا تعرض الهولندي، يان أوكسام، للإصابة في حادث ركوب دراجة، خرج على قيد الحياة، لكنه فقد القدرة على استخدام ساقيه في المشي بسبب إصابته في النخاع الشوكي.
اليوم يمكن لـ”يان” المشي نحو 100 متر بمفرده، بفضل بعض عمليات الزرع الصغيرة في ظهره ودماغه، والتي أعادت تأهيل الاتصال بين ساقيه وعقله.. لكن كيف ذلك؟
قراءة العقل لتسهيل المشي
تعمل واجهة قراءة العقل من الدماغ إلى الكمبيوتر، أو BCI، على تسهيل المشي بسلاسة، وهي تقنية متطورة يستخدمها حاليًا بضع عشرات من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
عولج الرجل الهولندي بمركز NeuroRestore في سويسرا، يُطلق الباحثون هناك على هذه التقنية اسم “الجسر الرقمي” بين الدماغ والعمود الفقري، واصفين كيف أن الأقطاب الكهربائية المزروعة جراحيًا داخل الجمجمة ترسل أفكاره إلى سماعة رأس هوائي يرتديها المصاب.
تُعالج هذه الأفكار بعد ذلك في حقيبة ظهر يرتديها المصاب، والتي تحول الأفكار إلى أمر، أخيرًا، تُترجم نواياه إلى حركة، مثل تحفيز العمود الفقري.
ولأنه يفعل كل هذا من خلال تقنية الـBCI، أصبحت الحركات أكثر إنسانية وأقل آلية من نوع إعادة التأهيل الذي يمكن أن يوفره التحفيز الخارجي للحبل الشوكي.
النظام ليس شيئًا يمكن لأي شخص التقاطه وتجربته، بالإضافة إلى جراحة الدماغ، فإن الأمر يستغرق عدة ساعات من التدريب لمعايرة هذا النوع من نظام BCI لعمليات التفكير الفريدة لدى الشخص.
الوقت هو كلمة السر
يصف يان أوكسام، العملية بأنها كالقتال الذي يحتاج إلى التحلي بالصبر “أنت بحاجة إلى الوقت لإصلاح وحل بعض المشكلات”.
يخطط الفريق على مدار الـ18 شهرًا القادمة لزرع التقنية في 4 مرضى آخرين بأنظمة مماثلة لأنظمة أوكسام، 2 منهما من إصابات في النخاع الشوكي، و2 آخرين يأملون أن تنجح التقنية في تحريك اليدين والذراعين مرة أخرى.
تقول البروفيسور التي أجرت الجراحة الدقيقة لإدخال الخلايا، جوسلين بلوخ، من جامعة لوزان، إن النظام ما يزال في مرحلة البحث الأساسية وأنه ما يزال يحتاج إلى سنوات عديدة حتى يصبح النظام متاحًا للمرضى المصابين بالشلل، مضيفة أن هدف الفريق هو إخراج الفكرة من المختبر إلى العيادة في أقرب وقت ممكن.
رغم قلة عددها مؤخرًا.. هل تعلم أن عدد الخراف يفوق عدد الناس في نيوزيلندا؟