قد يستعجب البعض عند معرفة أن فرنسا تحظر الرحلات الجوية القصيرة في أوقات محددة، ويتبادر إلى الأذهان أن الأسباب تتعلق بالتدابير الأمنية، إلا أن الواقع يشير إلى سبب بيئي بعيد كل البعد عن الجانب الأمني، حيث تسعى الحكومة الفرنسية إلى تقليل الانبعاثات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
القطارات تمنع حركة الطيران
قررت الحكومة الفرنسية هذا الأسبوع البدء في حظر الرحلات الجوية قصيرة المدى في حال وجود رحلات قطار بديلة تقل عن ساعتين و 30 دقيقة، وذلك في إطار جهود البلاد لخفض انبعاثات الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري.
ووصف كليمان بون وزير النقل الخطوة بالأساسية وترمز بقوة لسياسة الحد من الانبعاثات الضارة، وهو ما يتماشى مع الاتجاه العالمي الذي يشجع على استخدام وسائل النقل التي تنبعث منها غازات دفيئة أقل.
الأثر البيئي للطيران
يؤكد الصندوق العالمي للحياة البرية أن الأثر البيئي للطيران يعد أحد أسرع المصادر نموًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى تغير المناخ العالمي، ويمثل النشاط الأكثر كثافة للكربون.
ومن ناحية أخرى تثير رحلات الطائرات الخاصة جدلًا واسعًا في قارة أوروبا خاصة بعد أن قفز عدد رحلاتها بنسبة 64٪ ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 572806 رحلة.
وتعرض بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت لانتقادات واسعة كونه أحد الداعين للحفاظ على المناخ والحد من الانبعاثات، وفي نفس الوقت يستخدم طائرة خاصة.
وجاء رد الملياردير الأمريكي أنه ينفق مليارات الدولارات على أبحاث تحسين المناخ، لكن ذلك لا يعني عدم السفر أو التوقف عن الذهاب إلى كينيا وتعلم المزيد عن الزراعة والملاريا، لافتًا إلى أنه ليس جزءًا من المشكلة فقط لكنه جزء من الحل أيضًا، من خلال المليارات التي تنفقها مجموعة “Breakthrough Energy Group”.
احتجاجات فرنسا..أزمة تعديل سن التقاعد