منوعات

في يومه العالمي.. ما هو التنوع البيولوجي وكيف نحميه؟

يواجه التنوع البيولوجي أو ما يُعرف بالترابط بين جميع أشكال الحياة على كوكبنا، خطرًا كبيرًا على مستوى العالم، وذلك في ظل اختفاء “الموائل” وهي المناطق التي تجتمع فيها بعض الموارد والعوامل وتدعم بقاء ونمو نوع معين من الكائنات.

ويعمل التنوع البيولوجي على حماية الحياة على الأرض بجميع أشكالها من أصغر الكائنات الفطرية وحتى أكبرها كالغابات الضخمة، منذ ما يقرب من 4.5 مليارات سنة.

تدهور الطبيعة

وفي حين أن التنوع البيولوجي مسؤول عن طعامنا وتربتنا ومياهنا وطقسنا، وحتى الهواء الذي نتنفسه، إلا أنه لا يجد مساحة كافية للحديث عنه خلال النقاشات العالمية حول تغير المناخ.

في ديسمبر عام 2022، تبنى قادة ما يقرب من 200 دولة اتفاقية تاريخية للأمم المتحدة، لتحجيم التدهور السريع للطبيعة قبل فوات الأوان.

وتُعرف هذه الاتفاقية باسم “إطار كونمينغ- مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي”، والذي يدعو إلى حماية 30٪ من أراضي الكوكب والمحيطات والمياه الداخلية، ويتضمن 23 هدفًا آخر للمساعدة في استعادة وحماية النظم البيئية والأنواع المهددة بالانقراض في جميع أنحاء العالم.

تشكيل البيئة

ووفق تعريف عالم البيئة الراحل، الدكتور توماس لوفجوي، فإن التنوع البيولوجي يفوق مجرد العدد الإجمالي للأنواع على الأرض، بل إنه يشمل التنوع الجيني داخل الأنواع، وتنوع الموائل، والوحدات البيولوجية الكبيرة المعروفة باسم المناطق الأحيائية.

ويشمل ذلك التفاعلات التي تحدث بين الأنواع داخل النظم البيئية، والعلاقات البدائية التي تشكل بيئتنا بطرق لا حصر لها، وغالبًا ما تكون غير مرئية.

ويرتبط التنوع البيولوجي باستمرار حياتنا على كوكب الأرض، وعلى الرغم من أنه أمر غير ملحوظ بالنسبة لنا، إلا أنه يعمل على توفير المياه النظيفة والأكسجين وجميع الأشياء الأخرى المرتبطة بنظامنا الغذائي، فضلًا عن الملابس والمأوى والفوائد النفسية.

وعلى الأرض يوجد العديد من هذه النظم البيئية التي تتشابك بشكل دقيق ومعقد، فيما يتم اعتباره لغزًا في الكثير من الجوانب.

ولم يتم تقديم مصطلح “التنوع البيولوجي” إلى المجتمع العلمي حتى عام 1980، في ورقة بحثية حول فقدان الأنواع من قبل الدكتور لوفجوي، وحتى الآن لم يتعرف العلماء بعد على جميع أشكال الحياة على هذا الكوكب، إذ يتم اكتشاف أنواع جديدة كل عام.

تغير المناخ

يرتبط تغير المناخ والتنوع البيولوجي بعلاقة طردية، إذ يؤدي تدمير النظم البيئية وتدهورها إلى إطلاق المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أكثر من حرق الوقود الأحفوري.

وفي الوقت نفسه، فإن عواقب حرق الوقود الأحفوري، من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وزيادة حرائق الغابات، وتحمض المحيطات، كمثال، تهدد الموائل والحياة البرية على حد سواء.

ومنذ أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، قُتل أكثر من 60 ألف حيوان من الكوالا في حرائق الغابات في أستراليا، لدرجة أن ما يقرب من 3 مليارات حيوان ماتوا أو نزحوا نتيجة لذلك.

وفي أعقاب ذلك، أدرجت الحكومة الأسترالية الكوالا رسميًا على أنها من الأنواع المهددة بالانقراض.

وتعتبر الأمم المتحدة التنوع البيولوجي أقوى دفاعًا طبيعيًا ضد تغير المناخ، إذ تمتص النظم البيئية للأراضي والمحيطات حاليًا 60٪ من الانبعاثات التي يسببها الإنسان.

بخلاف ذلك، فإن المجتمع العلمي حذر مرارًا من أن فقدان التنوع البيولوجي يزيد من انتشار الأمراض المعدية، لأنه يعمل بشكل أساسي كحاجز بين البشر والأمراض التي تنقلها الحيوانات.

كيف نحمي التنوع البيولوجي؟

في الوقت الراهن، هناك حوالي مليون نوع مهددة بالانقراض، وهو رقم قياسي، ويرجع ذلك للاستهلاك الكبير وغير المستدام لمواردنا علي هذا الكوكب.

ولحماية التنوع البيولوجي لابد من تبني وتحفيز الطلب على ممارسات أكثر مسؤولية واستدامة تحمي التربة والمياه والغابات والحياة البرية.

ويتمثل أحد الحلول في استعادة النظم البيئية المتدهورة التي توفر وحدها ما يصل إلى ثلث التخفيف من تغير المناخ اللازم، لمنع ارتفاع درجة حرارة الأرض كثيرًا فوق مستويات ما قبل الصناعة.

كما يتطلب الأمر شراكات بين البلدان والمجتمعات والمستهلكين والشركات، على غرار ما أعلنته حكومات البرازيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، عن تحالف لحماية غاباتها المطيرة.

ومن شأن هذه الجهود أن تساهم في وقف معدلات الانقراض للنظم البيئية والتي يصفها بعض العلماء بأنها أزمة وجودية شبيهة بتغير المناخ.

منجزات القطاع البيئي نحو رؤية المملكة 2030

بالأرقام.. “البيئة” تبني أكبر طاقة تخزينية متطورة للحبوب في الشرق الأوسط

إنجازات التحول الوطني في البيئة والزراعة خلال 2022