عالم سياسة

لماذا أعلن الاتحاد الأوروبي تعيين أول مبعوث خاص إلى دول الخليج؟

إعلان الاتحاد الأوروبي

علق مختصون على إعلان الاتحاد الأوروبي تعيين وزير خارجية إيطاليا السابق، لويجي دي مايو، ليكون أول مبعوث خاص إلى دول الخليج، وما الأسباب التي دفعته لذلك، وهل جاءت هذه الخطوة متأخرة.

وقالت الأكاديمية والباحثة المتخصصة في الشؤون الأوروبية، هالة الساحلي، في مداخلة مع قناة بلومبرج الشرق: “لا أعتقد أن هذه الخطوة متأخرة، وإنما هي خطوة تكميلية لمسار بدأ في 2021”.

وأضافت: “على اعتبار إذا أنه ما دققنا في تصريحات جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قبل زيارته في أبريل في 2021 للمنطقة، كان أرسل كتابًا إلى دوائر القرار في الاتحاد الأوروبي للتأكيد على 3 أشياء”.

تعميق الشراكة الأوروبية الخليجية

وأوضحت الساحلي: “أهمها هو أنه يجب تكريس وتعميق هذه الشراكة مع دول الخليج، خصوصًا وأن هذه الدول تعيش نوعًا من الانتعاش الاقتصادي والنهضة وإصلاحات هيكيلية اجتماعية وديناميكية كبيرة في هذا الإطار، وبالتالي يجب استغلال ما وصفه بوريل آنذاك بـ “ضربة حظ” على الأوروبيين استغلالها ووضع كل السبل الكفيلة للاستفادة منها”.

وتابعت: “بالاعتماد على التطابق في الرؤى الاقتصادية، أولًا من منطلق أن ما وضعه الاتحاد الأوروبي من سياسة واستراتيجية اقتصادية تعتمد بالأساس على الـ Green Deal وهي الطاقة المتجددة بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي والرقمنة، وفي هذا الإطار هناك استثمارات خارجية وخصوصًا في السعودية”.

واستكملت: “هناك توجه أوروبي خليجي للعمل في هذه الناحية، وثانيًا: دائمًا ما نتحدث فيما يتعلق بالاستثمارات عن أن هناك شركات أوروبية في المنطقة تسعى للاستثمارات في هذه المجالات والقطاعات، والصناديق السيادية الخليجية التي تمتلك حصص كبيرة وازنة في اقتصاديات أوروبا”.

وفيما يخص الملفات التي تربط بين التكتلين الأوروبي والخليجي، قال مبارك آل العاتي، الكاتب والباحث السياسي: “في رأيي أنه على الرغم من أن هذه الخطوة الأوروبية جاءت متأخرة، إلا أني أرى أن فيها مكاسب كبيرة للمنظومة الخليجية عنها ما إذا كانت أبكر من ذلك”.

خطوة متأخرة

وأرجع العاتي ذلك إلى تغير الظروف السياسية في الإقليم والمنطقة بالقيادة السعودية، والتوقيع السعودي الإيراني على اتفاق عودة العلاقات، ثم من خلال القدم الكبيرة التي وضعتها الصين في المنظومة الخليجية استثماريًا واقتصاديًا”.

وأضاف: “أرى أن هذه العوامل الثلاثة أفقدت الخطوة الأوروبية قيمتها، نظرًا لأني شخصيًا أرى أن الاتحاد الأوروبي يأتي دائمًا متأخرًا أو مختبئًا خلف العباءة الأمريكية، لأن أوروبا عانت كثيرًا من أنها لا تستطيع أن تبتعد كثيرًا عن السياسة الأمريكية”.

وتابع: “في الوقت الذي تمكنت الكتلة الخليجية الأصغر من نظيرتها الأوروبية من أن تخطو خطوات جريئة وشجاعة وتتدبر أمرها سياسيًا واستراتيجيًا وعسكريًا واقتصاديًا بعيدًا عن الحليف الأوحد الولايات المتحدة الأمريكية، مع تأكيد المنظومة الخليجية على وجوب معالجة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدم التفريط بها”.

واستكمل: “لذلك أرى أن الخطوة الأوروبية والتي أعلن عنها اليوم والتي تتوافق مع الاستراتيجية الأوروبية الخليجية التي وقعت في 2022، على الأقل كان لابد أن تكون أكثر فاعلية لو أن الاتحاد الأوروبي قدم المحفزات السياسية والاقتصادية”.

وعن توجه الأوروبيين إلى الخليج من الناحية السياسية، قال العاتي إن الكتلة الأوروبية لا تزال فاعلة، مشيرًا إلى زيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى المنطقة، خصوصًا  بعد انسحاب بريطانيا تُعتبر فرنسا وألمانيا الأكبر، بل أن ألمانيا قلعة الاقتصاد الأوروبي.

إعلان الاتحاد الأوروبي

موقف مرتبك

وأضاف: “بالفعل نؤمن بأن لأوروبا دور مهم جدًا، ولكن هذه الخطوة تأتي جريحة في ظل معاناة أوروبا في الشرق بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن خلال التباطؤ الأمريكي في معالجة الملف الأوكراني، ومن خلال المساعدات المترددة التي تُبديها أوروربا لأوكرانيا، ولذلك فإن الموقف السياسي الأوروبي مرتبك ولا يقف على أرض صلبة”.

ولفتت الساحلي إلى أن زيارة بوريل في 2021 كانت نتيجة تراجع التأثير الأمريكي في المنطقة، واتًخذ قرارًا في قمة أوروبية بالذهاب نحو المنطقة في هذه الأثناء.

وفيما يتعلق بالملفات السياسية، قالت: “عندما تم توقيع الشركة الاستراتيجية كان من أهم بنودها توسيع وتعميق المجالات انطلاقًا من الاقتصاد والتجارة ولكن مرورًا بالسياسة، على اعتبار أن الاتحاد الأوروبي وهذا ما قاله هذا الشهر وزير الخارجية الإيطالي الحالي، أنطونيو تاياني، أكد على أن السعودية هي لاعب إقليمي وازن وسيتم الاعتماد عليه والتنسيق معه في كامل المنطقة ولكن في المتوسط بمعناه الكبير”.

ولفتت إلى أن هناك إشارة إلى أن ما قامت به السعودية في دور مؤثر في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، يرتجى أيضًا منها التعاون معها في حل أزمة ليبيا، والكل يعلم أنه إذا ما تم حل هذه الأزمة أو على الأقل إيجاد حلول سياسية، فهذا يعني أن ملف الهجرة الذي يؤرق أوروبا فإنه سيتم غلقه على الأقل في هذه المرحلة”.

الصين والاتحاد الأوروبي.. أرقام من الاستثمارات المتبادلة

بعد زيارة أوكرانيا.. تفاصيل فرض الاتحاد الأوروبي لعقوبات جديدة على روسيا

كيف استمد الاتحاد الأوروبي قوته الاقتصادية؟