اللحظة التي صعد فيها رائد الفضاء نيل أرمسترونج إلى سطح القمر في عام 1969، واحدة من أكثر اللحظات التي لا تنسى في التاريخ. ولكن ماذا لو كان السطح الذي لامسه أرمسترونج مليئًا بالحفر ومسممًا بفعل القصف النووي؟
مشروع أمريكي لقصف القمر بالنووي
كان مشروع A119، اقتراحًا سريًا لتفجير قنبلة هيدروجينية على القمر، وهي أكثر تدميرًا بكثير من القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما في عام 1945، والأحدث في تصميم الأسلحة النووية في ذلك الوقت.
قدم أحد علماء الفيزياء النووية البارزين في أمريكا ليونارد ريفيل، العديد من التقارير بين مايو 1958 ويناير 1959 حول جدوى الخطة، بناءً على طلب كبار الضباط في سلاح الجو.
أزيل طابع السرية عن المشروع في التسعينيات، عندما أشار إليه أحد العلماء الذين شاركوا فيه، كارل ساجان، في طلب للالتحاق بإحدى الجامعات المرموقة.
قدم ساجان العديد من الإجابات، حيث كان الهدف الأساسي لمشروع A119 هو استعراض القوة، والخطة هي أن تنفجر القنبلة على الحد الفاصل بين الجانب المضيء والمظلم من القمر، لخلق وميض ساطع من الضوء يمكن لأي شخص، -خاصة في الكرملين- رؤيته بالعين المجردة.
لا يوجد سوى تفسير مقنع واحد لاقتراح مثل هذه الخطة، والدافع وراءها يكمن في مكان ما بين انعدام الأمن واليأس.
سباق الحرب الباردة
في الخمسينيات من القرن الماضي، لم تكن أمريكا قريبة من الانتصار، وتجمع الرأي السياسي والشعبي في الولايات المتحدة حول أن الاتحاد السوفييتي كان متقدمًا في نمو ترسانته النووية.
في عام 1952، فجرت الولايات المتحدة أول قنبلة هيدروجينية، بعد ثلاث سنوات، صدم السوفييت واشنطن بتفجيرهم قنبلة مماثلة، وذهبوا إلى أبعد من ذلك في عام 1957، عندما أطلقوا أول قمر صناعي سبوتنيك 1.
الصدمة الكبرى للأمريكيين أن إطلاق أول قمر صناعي في العالم كان بصاروخ باليستي عابر للقارات.
في وقت لاحق من نفس العام، ذكرت الصحف الأمريكية نقلاً عن مصدر استخباراتي رفيع أن “السوفييت ربما يخططون بالفعل لإطلاق صاروخ مسلح نوويًا على أقرب جار للولايات المتحدة”.
النجاح كان ممكنًا
في عام 2000، فجر ريفال مفاجأة حين أكد أن نجاح المشروع الأمريكي “كان ممكنًا من الناحية الفنية”.
ولم يكن الخوف من فقدان البيئة القمرية مصدر قلق للقوات الجوية الأمريكية، على الرغم من مخاوف العلماء.
يقول أليكس ويلرستين، مؤرخ العلوم والتكنولوجيا النووية: “كان المشروع A119 واحدًا من عدة أفكار تم طرحها ردًا على إطلاق سبوتنيك 1، والتي تضمنت إسقاط القمر الصناعي”.
أكثر الدول امتلاكًا للأقمار الصناعية حول العالم