أقاليم ما وراء البحار هي مناطق أو دويلات صغيرة لها روابط خارجية بدولة ذات سيادة، وهي مناطق غير مستقلة، ولكنها أيضًا ليست جزءًا مكونًا أو تقسيمًا إداريًا للبلد الأم.
تاريخ معظم هذه المناطق مرتبط إما بالاستعمار “الحديث” من القرن الخامس عشر فصاعدًا، أو الحروب من القرنين التاسع عشر والعشرين.
لا تزال العديد من هذه المناطق تعتمد على بلدها الأم في الشؤون الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية.
أين هي أقاليم ما وراء البحار في العالم وتوابعها؟
هناك ما مجموعه 73 منطقة ما وراء البحار مدرجة على الخريطة منتشرة في جميع أنحاء العالم، وكل منطقة لها وضعها الحالي الفريد، فبعضها عبارة عن “مناطق حكم ذاتي”، بينما يُدار بعضها بالكامل تقريبًا كجزء من الدولة الأم.
كان أكثر من نصف أقاليم ما وراء البحار إما في المحيط الهادئ (21) أو منطقة البحر الكاريبي (18)، بينما تمثل الولايات المتحدة بمفردها 11 منطقة منتشرة عبر شمال وجنوب المحيط الهادئ.
وتكون هذه الأقاليم في الأغلب جزر تقع على مسافة بعيدة جدًا من بلدانها الأم، إذ تعد كاليدونيا الجديدة واحدة من أبعدها، وهي منطقة فرنسية تبعد حوالي 17000 كيلومتر عن فرنسا.
وتختلف أقاليم ما وراء البحار بشكل كبير من حيث الحجم والسكان والجهاز السياسي، وفيما يلي نظرة سريعة على بعض من أشهر أقاليم ما وراء البحار.
جزيرة غوام
استعمرتها إسبانيا لأول مرة في القرن السادس عشر، ثم احتلتها الولايات المتحدة في أعقاب الحرب الإسبانية الأمريكية (جنبًا إلى جنب مع بورتوريكو والفلبين)، كما احتلت اليابان الجزيرة لفترة وجيزة خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن تستعيد الولايات المتحدة السيطرة عليها.
جزيرة غوام لديها حاليا مجلس تشريعي منتخب وحاكم وهي موطن لقاعدة عسكرية أمريكية كبيرة.
برمودا
عندما اكتشف الإسبان برمودا لأول مرة في القرن الخامس عشر الميلادي في منطقة البحر الكاريبي، وبعد ذلك بقرن من قبل الإنجليز، لم يكن هناك سكان أصليون موثقون، ولكن الآن تمتلك المنطقة دستورها الخاص، وبرلمان، وحاكم يمارس السلطة نيابة عن رئيس الدولة البريطاني.
جزر كوك
على عكس باقي أقاليم ما وراء البحار تتمتع جزر كوك بالحكم الذاتي، ولكنها تدير سياستها الخارجية والدفاعية فيما يسمى بالارتباط الحر مع نيوزيلندا، والغريب أن سكان جزر كوك هم مواطنون نيوزيلنديون، وفي نفس الوقت أيضًا هم مواطنون منفصلون في جزيرة كوك.
لا ريونيون
استوطن الفرنسيون هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي على بعد 700 كيلومتر من ساحل مدغشقر لأول مرة في القرن السابع عشر، وعلى الرغم من اكتشاف البرتغاليين لها في وقت سابق، إلا إنها الآن واحدة من أقاليم ما وراء البحار الفرنسية التي تضم مجتمعة 2.6 مليون شخص.
البلدان التي لديها معظم أقاليم ما وراء البحار وتوابعها
وفقًا لمعظم التعيينات الرسمية للأقاليم، ترتبط المملكة المتحدة وفرنسا بـ 17 إقليماً فيما وراء البحار، ومما لا يثير الدهشة، أن إمبراطوريتين عظيمتين من الماضي – بريطانيا وفرنسا – ما زالتا تمتلكان أكبر بقايا من ماضيهما، بينما تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة.
مئات الأشخاص يغرقون يوميًا.. كيف يمكننا تفادي الغرق في البحار والأنهار؟
لماذا أطلق باحثون مبادرة عالمية لتعداد المحيطات؟
رغم الظروف المستحيلة.. لماذا لا تموت الأسماك في أعماق المحيطات؟