تأكد غياب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن مراسم حفل تتويج الملك تشارلز، المقرر له يوم السبت، الموافق 6 مايو، وهو أمر ليس بجديد، إذ لم يحضر أي رئيس للولايات المتحدة تتويج ملوك بريطانيا من قبل، فما السر؟
البيت البيض يتجاهل ذكر السبب
قال البيت الأبيض، إن الرئيس تلقى دعوة بالفعل، لكنه لن يحضر المراسم، حيث أبلغ الملك تشارلز في مكالمة هاتفية، أنه سيرسل سيرسل زوجته، جيل بايدن، ومبعوثًا دبلوماسيًا.
ولم يقدم البيت الأبيض أي سبب لغياب بايدن، لكنه قال إن الرئيس “نقل رغبته في لقاء الملك في المملكة المتحدة في موعد لاحق”.
واعتبر النائب عن حزب المحافظين، بوب سيلي، أن غياب “بايدن” عن التتويج “تقصير كبير”، باعتبار أنه “حدث يأتي مرة واحدة في العمر”.
وقال راسل مايرز، نائب رئيس تحرير صحيفة “ديلي ميل”، في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية، إن “غياب الرئيس الأمريكي سيكون بسبب إعتداده الشديد بجذوره الأيرلندية الأمريكية”.
الغياب عن حفلات التتويج تقليد أمريكي
ينفي المؤرخون أن تكون العلاقات السياسية بين البلدين هي السبب في غياب رؤساء الولايات المتحدة عن مراسم تتويج ملوح بريطانيا، ويعزون هذا التصرف إلى “تقليد عمره قرون”.
قالت لورا بيرز، أستاذة التاريخ في الجامعة الأمريكية والمتخصصة في الشأن البريطاني: “بالتأكيد لا أعتبر ذلك ازدراءً من قبل بايدن، فالمسألة ليست بدافع مناهضة بايدن لبريطانيا، فهو لن يحضر لأنه لم يسبق أن حضر أي رئيس أمريكي حفل تتويج، فلماذا يحدث ذلك في القرن الحادي والعشرين”.
وأوضحت بيرز أنه قبل تولي الملكة فيكتوريا عرش بريطانيا كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عدائية إلى حد كبير في أعقاب الثورة الأمريكية وحرب عام 1812.
وأشارت أن اعتلاء الملكة فيكتوريا العرش أذن ببداية عصر جديد من “الانبهار الأمريكي بالنظام الملكي البريطاني”، ولكن حتى في ذلك الحين لم يحضر الرئيس مارتن فان بورين حفل التتويج.
ومن جانبه، قال تروي بيكهام، المؤرخ وزميل الجمعية التاريخية الملكية إن السفر إلى الخارج لم يكن عمليًا قبل أن يبدأ الطيران الجوي عبر المحيط الأطلسي في عام 1939، أي بعد ثلاث سنوات من تتويج الملك جورج السادس، وتحول الأمر بعد ذلك ليصبح تقليدًا.
بم تخبرنا علاقة “أيزنهاور” و”إليزابيث”؟
شكّلت الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفقًا للمؤرخين.
طوال الحرب، طوّر الملك جورج السادس وابنته، الأميرة إليزابيث آنذاك، علاقة متنية مع دوايت أيزنهاور، الذي خدم في لندن كقائد أعلى لقوات الحلفاء وأشرف على عملية “إنزال نورماندي”.
تم انتخاب أيزنهاور، الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة بعد شهور قليلة من وفاة الملك جورج السادس وتولي الملكة إليزابيث الثانية العرش.
لكن على الرغم من علاقاته الوثيقة مع المملكة المتحدة اختار “أيزنهاور” الحفاظ على التقاليد وإرسال موفد إلى حفل التتويج ولم يحضر بنفسه.
أشار المؤرخ سام إدواردز، إلى أن الولايات المتحدة كانت منخرطة في الحرب الكورية في ذلك الوقت، وأنه كان من الضروري بقاء الرئيس أيزنهاور في واشنطن.
لم يأثر غياب الرئيس أيزنهاور عن حفل التتويج على علاقته بالمملكة المتحدة أو العائلة المالكة.
في أكتوبر 1957، رّحبت الولايات المتحدة بالملكة إليزابيث الثانية في أول زيارة رسمية لها كملكة.
بعد ذلك بعامين، استضافت الملكة الرئيس “أيزنهاور” وعائلته في زيارة أقل رسمية في مقر إقامتها الملكية في بالمورال.
طول حكم “إليزابيث” وطّد التقليد الأمريكي
خلال فترة حكم الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا حكمًا، تناوب 14 رئيسًا على حكم الولايات المتحدة.
التقت ملكة بريطانيا خلال تلك الفترة بجميع الرؤساء باستثناء رئيس واحد خلال فترة ولايتهم في المنصب، وقام ثلاثة من بينهم بزيارات رسمية إلى المملكة المتحدة، بينما قامت الملكة بأربع زيارات رسمية للولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن “بايدن” اختار عدم الخروج عن التقاليد من خلال إرسال مبعوث بدلاً عنه إلى حفل التتويج ، فقد قبل بالفعل دعوة الملك تشارلز للقيام بزيارة دولة، ولم يتم تحديد موعد لها حتى الآن.
الملكة القرينة كاميلا.. من هي حب حياة تشارلز الثالث؟
«حفل الأيام الثلاثة».. قصر باكنغهام يكشف مراسم تتويج الملك تشارلز
شاهد ..إنجلترا تكشف عن الأوراق النقدية التي تحمل صورة “تشارلز الثالث”