منوعات

الخوف من السعادة.. ما هي الشيروفوبيا؟

تُعتبر السعادة والرفاهية مكونبن أساسيبن لحياة ناجحة ومرضية، وهو ما دفع الأمم المتحدة لاختيار 20 مارس من كل عام ليكون اليوم العالمي للسعادة للاعتراف بأهمية الرفاهية كهدف عالمي لجميع الناس.

وعلى الرغم من ذلك، قد يفاجئك أن الأفراد يمكن أن يختبروا رهاب الشيروفوبيا، أو الخوف من السعادة الذي يؤدي إلى تجنب المواقف السعيدة.

ما هو رهاب الشيروفوبيا في علم النفس؟

مصطلح رهاب الشيروفوبيا، المشتق من المصطلح اليوناني “شير”، والذي يعني الابتهاج، هو النفور من السعادة أو الخوف منها.

وفي حين أن رهاب الشيروفوبيا غير معترف به حاليًا باعتباره اضطرابًا سريريًا بموجب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، إلا أن العديد من الدراسات بدأت في التحقق من وجوده علميًا.

لفهم الشيروفوبيا جيدًا، لا بد من تحديد مفهوم السعادة وهي بحسب ما وصفته قبل باحثة علم النفس الإيجابي، سونيا ليوبوميرسكي: “تجربة الفرح أو الرضا أو الرفاهية الإيجابية، جنبًا إلى جنب مع الشعور بأن حياة المرء جيدة وذات مغزى وجديرة بالاهتمام”.

ويتضمن هذا التعريف المشاعر العابرة التي يمر بها الأفراد، مثل الابتهاج والفخر والامتنان والرضا، الناتجة عن تحقيق أعمق لحياة جيدة.

لماذا ينفر الناس من السعادة؟

يتم تصنيف الرهاب تحت مظلة “اضطرابات القلق، وهو خوف أو قلق ساحق ومنهك بشأن شيء ما أو مكان أو موقف أو شعور أو حيوان، ويتطور الرهاب عندما يكون القلق غير متناسب مع الخطر الفعلي للتهديد المتصور.

وللكشف عن لماذا يكره الناس السعادة، يحدد جوشانلو ووييرز أربعة أسباب رئيسية لهذا المفهوم:

السعادة تزيد من احتمالية حدوث أشياء سيئة

هناك اعتقادًا بأن السعادة قد يتبعها حزنًا أو أحداثًا سلبية وهو اعتقاد منتشر.

وفي دراسة نوعية أجراها أوشيدا وكيتاياما في عام 2009، أشار المشاركون اليابانيون إلى أن السعادة يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية لأنها تجعلهم غير مهتمين بمحيطهم.

كما هناك اعتقادًا آخر بأن الأفراد قد يكرهون السعادة لأنهم يخشون الخسارة المدمرة المحتملة للسعادة المكتسبة حديثًا.

السعادة تجعل الشخص أسوأ

يعتقد بعض الأفراد، عبر الثقافات الغربية وغير الغربية، أن السعادة يمكن أن تجعل الشخص أسوأ أخلاقياً، وقد يخشى الناس السعادة لأنهم سيشعرون بالذنب إذا أرادوا تحقيقها؛ وهذا يعني أن الأفراد قد يشعرون بأنهم أشخاص سيئون أخلاقياً لأنهم يعرفون أن الآخرين يعانون.

التعبير عن السعادة مضر للشخص

بالإضافة إلى الشعور بالسعادة فعليًا، هناك اعتقادًا بين بعض الأفراد والثقافات أنه يجب أيضًا تجنب التعبير عن السعادة، بسبب عواقبها السلبية المحتملة على كل من الفرد ومن حولهم.

وكمثال في ثقافات شرق آسيا فإن إظهار النجاح والسعادة ظاهريًا قد يسبب الحسد وبالمثل في روسيا، غالبًا ما يتردد الأفراد في السعي وراء السعادة أو النجاح أو إظهارها بسبب الإيمان بـ “العين الشريرة”.

السعي وراء السعادة مضرة للشخص والمحيطين به

الفكرة القائلة بأن السعي وراء السعادة قد يكون له عواقب سلبية موجودة أيضًا لدى الأفراد عبر العديد من الثقافات، على سبيل المثال، قيل إن السعي وراء السعادة يتركز في الغالب على الذات، مما قد يؤدي إلى تصرف الناس بشكل أكثر أنانية.

ووفق الاعتقادات، قد يتأثر المحيطين بالشخص الباحث عن السعادة، من خلال الأذى السلبي للآخرين المتمثل في الإهمال.

دور الشخصية في رهاب الشيروفوبيا

في حين أن النفور من السعادة يُعزى إلى حد كبير إلى الثقافة، تشير الأبحاث الناشئة أيضًا إلى أن عوامل الشخصية يمكن أن تلطف العلاقة بين الخوف من السعادة وتجربة السعادة.

في دراسة أُجريت في عام 2017، ركزّت على بحث 5 صفات شخصية في علم النفس وهي الانفتاح، والضمير، والانبساط، والقبول، والعصابية، وجدت تأثيرات معتدلة تفاضلية للشخصية عبر التأثيرات الإيجابية والسلبية.

وفي حين أن المستويات الأعلى من العصابية عززت من تأثير الخوف من السعادة، ارتبطت المستويات الأعلى من الانفتاح والضمير والانبساط بتأثير ضعيف.

في المقابل، وبغض النظر عن المستويات الأعلى من الانبساط، والتي قوضت أيضًا تأثير الخوف من السعادة على التأثير السلبي، كان الخوف من السعادة والتأثير السلبي مرتبطين بشكل إيجابي بجميع أبعاد الشخصية.

الشخصية الميكافيلية.. ما هي وكيف تتعامل معها؟

لماذا قد تكون ألعاب الفيديو مفيدة لطفلك؟

لماذا قد يشعر البعض أنهم قبيحون جدًا وغير جذابين؟