بينما يستمر الغزو الروسي لأوكرانيا للعام الثاني، يأمل رياضيوها في العودة إلى الملاعب الرياضية مرة أخرى.
وأوصت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) بالسماح لمتنافسين من روسيا وبيلاروسيا بالمشاركة، كأفراد محايدين في المسابقات الدولية المقبلة.
وكان القرار بمثابة صفعة لأوكرانيا، التي جادلت بشدة ضد السماح بمشاركتها.
كما رفعت بطولة ويمبلدون الحظر الذي فرضته على لاعبي التنس الروس والبيلاروسيين، طالما وافقوا على عدم دعم قادة أو حكومات بلدانهم.
وجاء هذا القرار على الرغم من مناشدة لاعبة كرة المضرب الأوكرانية إلينا سفيتولينا استبعادهم، بينما “لا يزال الأوكرانيون الأبرياء يُقتلون”.
برامج عسكرية
مثل البلدان الأخرى، كانت روسيا حريصة على استخدام الرياضة الدولية لإبراز براعتها، وتدير وزارة الدفاع في موسكو منذ عقود برامج مكثفة لتدريب الرياضيين الذين حققوا نجاحًا ملحوظًا.
ومن أشهر هذه البرامج ما يسمى بنادي الرياضة المركزي للجيش (CSKA) والذي مئات المدربين، ويدير عشرات المواقع في جميع أنحاء روسيا لتدريب أكثر من 10 آلاف رياضي.
وكان أداء النادي – الذي سيبلغ 100 عام قريبًا – جيدًا، لدرجة أن أعضاءه حققوا معظم الميداليات التي فاز بها رياضيون من روسيا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الأخيرة، التي أقيمت في طوكيو عام 2021.
في تلك الألعاب، تنافس الرياضيون الروس كجزء من فريق ROC (اللجنة الأولمبية الروسية)، بعد أن تم حظر المنتخب الوطني بسبب مزاعم تعاطي المنشطات برعاية الدولة.
وهناك برنامج رياضي بارز آخر تابع للجيش الروسي هو DOSAAF أو جمعية المتطوعين لمساعدة الجيش والطيران والأسطول، والتي تعود جذوره أيضًا إلى عشرينيات القرن الماضي.
تشارك وزارة الدفاع في إدارة وتمويل دوساف، ويرأسها جنرال، ووصفها الرئيس بوتين بأنها “مدرسة شجاعة حقيقية” ساعدت في تدريب العديد من القادة العسكريين ورواد الفضاء والطيارين.
كما ساهمت دوساف في إعداد الكثير منأصحاب الميداليات الأولمبية، بما في ذلك فيتالينا باتساراشكينا، أول رياضية روسية تفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو.
انتهاك قوانين المنشطات
ربما يكون تعطش الحكومة الروسية لتحقيق انتصارات رياضية هو أفضل دليل على انتهاك روسيا لقوانين مكافحة المنشطات من خلال برنامج حكومي ترعاه روسيا.
وتم الكشف عن هذ الأمر في أعقاب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي 2014، بعد أن تصدرت روسيا جدول الميداليات.
وفي نوفمبر من العام التالي، اتهم تحقيق بتكليف من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) روسيا بـ “الغش على نطاق واسع”.
وقالت إنها وجدت أدلة على التدخل من قبل الدولة الروسية في التأثير على التحقيقات التي تتضمن عمليات مختبرية لدراسة عينات الرياضيين.
وفي عام 2016، زعم تقرير آخر من وادا، والمعروف باسم تقرير مكلارين، أن أكثر من 1000 روسي – بمن فيهم الحاصلون على ميداليات أولمبية – قد استفادوا من برنامج المنشطات الذي ترعاه الدولة بين عامي 2011 و 2015.
وعلى أثر ذلك، تم استبعاد روسيا من المسابقات الدولية، فيما نفت موسكو وجود برنامج منشطات ممنهج، واكتفى الرئيس بوتين بالاعتراف بأن “النظام الروسي للسيطرة على المنشطات لم ينجح”.
أسباب الاهتمام بالفوز الرياضي
قالت صحيفة فيدوموستي اليومية، إن الحكومة الروسية تريد استخدام الإنجازات الرياضية لإبقاء الروس سعداء ومتحدون عندما لا تسير الأمور على ما يرام في مكان آخر.
وقالت “نحتاج للانتصارات كوسيلة لتعاطي المنشطات الوطنية، الانتصارات جزء من سياسة الدولة”.
لكن هذه السياسة جاءت بنتائج عكسية إذ تسبب برنامج المنشطات الذي ترعاه الدولة في إقصاء روسيا من الرياضة الدولية، كما تم استبعادها كذلك من المسابقات الدولية بسبب العقوبات المفروضة في أعقاب غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022.
وتعقيبًا على هذه الإقصاءات، قال لاعب هوكي الجليد الشهير السابق، وبطل الأوليمبيات مرتين وعضو في البرلمان الآن عن حزب روسيا المتحدة الحاكم، فياتشيسلاف فيتيسوف: “نحن الدولة الأكثر تعرضًا للعار في تاريخ الرياضة الدولية”.
ما العقوبة المنتظر توقيعها على جاك تيكسيرا المتهم بتسريب وثائق البنتاغون؟
الجيش السوداني.. الإمكانات والقدرات العسكرية
رغم صداقتهما القوية.. لماذا انقلب محمد صلاح على مواطنه محمد النني؟