يصاحب ارتفاع أسعار الفائدة في دولة ما نتيجة زيادة معدلات التضخم ما يسمى “الأموال الساخنة”، حيث يستهدف المستثمرون من خلالها الاستفادة من هذا الوضع الاقتصادي المتأزم، فماذا يعني هذا المصطلح؟ وما مميزاته وعيوبه؟ وكيف يؤثر على الاقتصاد؟
معنى الأموال الساخنة
يشير مصطلح “الأموال الساخنة” إلى إحدى استراتيجيات الاستثمار، حيث يقوم المستثمرون بنقل رؤوس أموالهم من بلد أو مؤسسات مالية إلى دولة أخرى من أجل الاستفادة من الحركة الإيجابية في أسعار الفائدة.
عادة ما يتم استثمار هذه الأموال في الأصول التي من المتوقع أن ترتفع على المدى القريب أو يتم إيداعها في حسابات تقدم معدل فائدة أفضل، ومن سمات الاستثمار في الأموال الساخنة أنه يكون عادة مصحوبًا بمخاطر عالية، كما أنه قصير الأجل، ومن ضمن الطرق الأكثر شيوعًا للأموال الساخنة الأسهم والودائع والسندات والسلع والعملات والمشتقات.
كيف يتم جذب الأموال الساخنة؟
عادة ما تجذب المؤسسات المالية الاستثمارات من مستثمري الأموال الساخنة عن طريق إصدار أدوات الاستثمار المختلفة، مثل شهادات الإيداع التي تقدم معدلات فائدة تنافسية.
على سبيل المثال، عندما يقوم البنك بتخفيض سعر الفائدة الخاص به بحيث يقدم سعرًا أقل من نظرائه، فإن مستثمري الأموال الساخنة يأخذون أموالهم على الفور من البنك بسعر أقل ويودعون الأموال في أي بنك يقدم سعرًا أعلى.
إليكم بعض الأمثلة لفهم كيفية عمل الأموال الساخنة:
– شهد عام 2011 تدفقًا كبيرًا للأموال الساخنة من منطقة اليورو إلى سويسرا، وحدث هذا بسبب أزمة منطقة اليورو في ذلك الوقت، ونظرًا لأن المستثمرين الأوروبيين اعتبروا سويسرا ملاذًا آمنًا، فقد كان هناك ارتفاع سريع في قيمة الفرنك السويسري حيث أراد عدد كبير من المستثمرين شراء الفرنك السويسري.
– اقتصاد الصين هو أحد الأمثلة الرئيسية للأموال الساخنة. خلال الفترة من 2006 إلى 2014، زاد احتياطي العملات الأجنبية في الصين عدة مرات ليصل إلى رصيد قدره 4 تريليونات دولار، ويُعتقد أن جزءًا كبيرًا من الاحتياطي الأجنبي جاء في شكل أموال ساخنة حيث تم جذب المستثمرين من خلال الأسهم ذات العوائد المرتفعة والسندات ذات معدلات الفائدة المربحة.
– مثال افتراضي: “ديفيد”، وهو مستثمر أموال ساخنة من المملكة المتحدة، وفي الوقت الحالي، لديه حساب توفير في بريطانيا يربح منه فائدة بنسبة 1.2% سنويًا، وقد علم أن البنوك في الولايات المتحدة قد رفعت معدلات الفائدة إلى 1.8%، فقرر على الفور سحب الأموال من بنك المملكة المتحدة ونقلها إلى بعض البنوك الأمريكية للاستفادة من فرق سعر الفائدة.
أنواع الأموال الساخنة
لا يكاد يوجد أي اختلاف بين الأشكال المختلفة للأموال الساخنة حيث أنها تظهر جميعها نفس الخصائص، من حيث الاستثمار قصير الأجل والحركة المتكررة ومع ذلك، لا يزال من الممكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين على أساس شكل الاستثمار:
– قرض قصير الأجل في بنك أجنبي
– محفظة استثمارية قصيرة الأجل في بلد أجنبي
استخدامات الأموال الساخنة
فيما يلي بعض الاستخدامات الرئيسية للمال الساخن:
– يستخدم المستثمرون هذه الاستراتيجية لكسب أكبر قدر ممكن من المال في فترة زمنية قصيرة إلى حد ما.
– تجذب البلدان مستثمري الأموال الساخنة لزيادة السيولة واحتياطي العملات الأجنبية.
– تستخدم البنوك تدفق الأموال الساخن للتحكم في التقلبات في سعر صرف العملات.
تأثير الأموال الساخنة على الاقتصاد
قد يؤدي التدفق الكبير لرأس المال على المدى القصير إلى ارتفاع أسعار الأصول إلى جانب زيادة التضخم. يمكن أن يؤدي هذا التدفق أيضًا إلى تضخيم القاعدة النقدية مما يؤدي إلى طفرة ائتمانية.
يمكن أن يؤدي تدفقها إلى ارتفاع سعر صرف العملة أو يتسبب في تراجع سعر الصرف. إذا استمر هذا الأمر، فقد يؤثر سلبًا على أعمال التصدير في البلاد حيث ستصبح سلعها وخدماتها أكثر تكلفة من المنتجات المماثلة من البلدان الأخرى.
مزايا وسلبيات الأموال الساخنة
فيما يلي بعض المزايا الرئيسية للنقود الساخنة:
– يمكن لمستثمري الأموال الساخنة تحقيق مكاسب كبيرة من خلال استخدام الأموال بطريقة استراتيجية.
– يمكن للبلدان المتقدمة استخدام تدفق رأس المال لتحقيق تنويع أفضل للمستثمرين الدوليين في محافظهم.
وتتلخص العيوب الرئيسية للأموال الساخنة في:
– سيكون مستثمرو الأموال الساخنة أول من يتخلى عن الشركة في أوقات الشدائد، مما قد يزيد من حدة امتداد السيولة.
– قد يكون لتدفق رأس المال المفاجئ مع أفق استثمار أقصر تأثير سلبي على الاقتصاد، مثل التوسع النقدي السريع، واتساع عجز الحساب الجاري والضغوط التضخمية.
صندوق النقد الدولي يحذر: وضع البنوك “غير مستقر”
أكبر أسواق السندات في العالم.. أمريكا والصين على القمة
التضخم في المملكة يحقق استقرارًا نسبيًا في الربع الأول من 2023