بالتزامن مع برودة الطقس في الولايات المتحدة، يسعى المصممون إلى تصميم طائرات تكون آمنة تماماً، حتى لا يدب الخوف في نفوس المسافرين، وتخضع الشركات طائراتها للعديد من الاختبارات في أبرد الأماكن على الكوكب، حيث تتعرض الطائرات جميعها إلى درجات حرارة شديدة البرودة أثناء الخدمة المنتظمة، وتعمل في درجات حرارة لا يستطيع أن يتحملها البشر.
من جانبها، تخضع طائرات بوينج 777X وكوماك C919 لأنواع مختلفة من اختبارات الطقس البارد، حيث تهدف بوينج الآن إلى التصديق على طائرة 777X وتسليمها للعميل (طيران الإمارات) خلال هذا العام .
ومن ناحية أخرى، تريد “كوماك” إنهاء شهادة C919 فهي في الواقع تتقدم كثيرًا في الاختبار عن بوينج، وقد أنهت جولتها الأولى بالفعل من اختبارات الطقس البارد الذي بدأ في ديسمبر الماضي في منغوليا الداخلية وانتهت في يناير من هذا العام.
والجزء الأخير من الاختبار في الجليد اتلذي ستخضع له بوينج هو أقرب إلى نوع اختبار الطقس البارد الذي خضعت له كوماك، ولكن لن يكون في منغوليا، ولكنه سيكون في كندا، وتحديدًا في منشأة اختبار International Test Pilots School ITPS.
هذه المرة ، ستخضع الطائرة لاختبار الجليد الطبيعي،ويتضمن درجات حرارة أقل تطرفًا من C919 التي واجهتها من قبل، وسيتعامل المهندسون مع حوالي -10 درجات مئوية هناك ، مقابل -35 درجة مئوية في منغوليا.
وتدرس هذه الجولة مدى قدرة الطائرة على التكيف مع تكوينات الجليد في الطقس البارد. لذا فالأمر يتعلق بالظروف المختلفة ، عوضا عن قوة المواد المختلفة أو هشاشتها، ويجب أن يؤكد المهندسون أن الطائرة يمكنها إلقاء الجليد المتشكل بنجاح، ويحتاجون أيضًا إلى معرفة كيفية تأثر أداء الطائرة في مختلف الظروف الجليدية.
يأتي الهدف من اختبار الطقس البارد هو معرفة كيفية تعامل الطائرة مع درجات الحرارة من التجمد إلى الحرارة الشديدة، ويقول بيدرو دياس رئيس عمليات الطيران في إيرباص للصحفيين المحليين: “الوصول إلى مكان متطرف يعني أنه يمكننا كسر كل شيء”، لافتاً إلى أن البرد القارس يؤثر على أجزاء مختلفة من الطائرة بطرق مختلفة ويجب اختبارها في أجزاء أخرى من العالم حتى تثبت ملاءمتها لهذه الظروف، فيجب أن تخضع السوائل الهيدروليكية وغيرها ، والمرشحات ، وخطوط الوقود ، والبطاريات ، وعزل الأسلاك ، والحشيات والمواد البلاستيكية الأخرى للاختبار.
