صحة

كيف تؤثر حالة الطقس على مزاجنا؟

تتحكم حالة الطقس في مزاج العديد من الأشخاص، وقد ترتبط حالة الطقس أيضًا بالطاقة أو حتى الأداء العقلي، فإذا كنت تعيش في مناخ صحراوي، فإن يومًا باردًا وعاصفًا يمكن أن يوفر لك تغييرًا مباشرًا في الحالة المزاجية وبالمثل قد تشعر خلال أيام الصيف الحارة الرطبة بالبؤس التام إذا كنت تقود الدراجة أو تسير إلى العمل.

يرتبط التفضيل الشخصي أيضًا بشكل كبير بكيفية تأثير الطقس عليك، فوفقًا لبحث تم إجراؤه عام 2011 ، وشمل 497 مراهقًا وأمهاتهم ، يميل الناس إلى التصنيفات التالية:

 – عشاق الصيف الذين يتحسن مزاجهم في الطقس الدافئ والمشمس.

 – كارهي الصيف، أولئك الذين ينخفض ​​مزاجهم في الطقس الدافئ والمشمس.

 – كارهي المطر، الذين ينخفض ​​مزاجهم في الأيام الممطرة.

 – غير متأثر، أما هؤلاء فلا يؤثر الطقس كثيرًا على مزاجهم.

بغض النظر عن الفروق الفردية، يؤثر الطقس والمناخ على الناس بعدة طرق رئيسية، إليكم أبرزها:

الطاقة

عادةً ما يعطي الطقس البارد جسمك إشارة للاستقرار، مما ينتج عنه طاقة أقل خلال أشهر الشتاء، كما يمكن أن تعزز درجات الحرارة الأكثر دفئًا طاقتك جنبًا إلى جنب مع حالتك المزاجية، ولكن فقط حتى حد 70 درجة فهرنهايت (21 درجة مئوية)، بعد ذلك قد تشعر بالتعب وتشعر بالحاجة إلى الهروب من الحر.

يؤثر ضوء الشمس أيضًا على الطاقة: فالضوء يخبر ساعتك البيولوجية أن تظل مستيقظًا، والظلام يخبر عقلك أن الوقت قد حان للراحة بعبارة أخرى، يمكن للأيام الطويلة والمشرقة أن تمدك بالطاقة، ولكن في الأيام القصيرة أو الملبدة بالغيوم ، يكون الضوء أقل لتشجيعك على البقاء مستيقظًا، لذلك قد تشعر بالضيق أكثر من المعتاد.

الضغط العصبي

إذا كنت قد شعرت يومًا بشعور خفيف وغير مريح قبل العاصفة، فمن المحتمل أن جسمك يشعر بانخفاض في الضغط الجوي، إذ تشير دراسة أجريت عام 2019 على الحيوانات إلى أن انخفاض الضغط الجوي يمكن أن ينشط النواة الدهليزية الفائقة (SVN) ، وهي جزء من دماغك يتحكم في التوازن والإدراك.

ويقول مؤلفو الدراسة إن SVN قد تثير نظام الإجهاد في جسمك قبل العاصفة، مما يجعلك تشعر بالضيق، كما يمكن لهرمونات التوتر المنتشرة أن تؤثر عصبيًا على الإنسان، وهو ما قد يكون السبب في إصابة بعض الأشخاص بنوبات من الألم المزمن عندما يكون ضغط الهواء منخفضًا.

يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أيضًا إلى زيادة مستويات التوتر، إذ تشير الأبحاث الأقدم إلى أن الناس يميلون إلى أن يكونوا أكثر سرعة في الانفعال، أو حتى العدوانية، خلال الأشهر الأكثر حرارة، حيث تربط الأبحاث التي أجريت في عام 2018 بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الإثارة والقلق.

خطر الانتحار

تشير الدلائل إلى أن الناس أكثر عرضة لمحاولة الانتحار في الربيع وأوائل الصيف أكثر من أي موسم آخر، ولا يعرف الباحثون بالضبط سبب حدوث هذا النمط، على الرغم من أن لديهم بعض النظريات أبرزها:

 – قد يؤدي المزيد من التعرض لأشعة الشمس والإشعاع الشمسي إلى حدوث تحول في مستويات الناقل العصبي.

 – يمكن أن يؤدي الارتفاع السريع في درجات الحرارة إلى نوبة مزاجية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الثنائي القطبي

 – قد يؤدي ارتفاع عدد حبوب اللقاح إلى حدوث التهاب في الدماغ وتفاقم أعراض الصحة العقلية.

كل ما سبق لا يعني أن تغيرات الطقس تدفع وحدها أي شخص إلى محاولة الانتحار ، إلا أنها قد تكون بمثابة محفز إضافي لشخص معرض بالفعل للخطر.

كيفية التعامل

بالطبع لا يمكننا تغيير الطقس، ولكن يمكننا اتخاذ خطوات لتخفيف آثاره على صحتنا، فإذا كنت تشك في أنك قد تكون حساسًا لتغيرات الطقس، ففكر في النصائح التالية:

 – احتفظ بدفتر يوميات مزاجك حتى تتمكن من تتبع مدى تأثير أنماط الطقس المختلفة عليك.

 – راقب توقعات الطقس حتى تتمكن من إعداد جداول زمنية منخفضة التوتر للأيام الصعبة.

 – ابق في الداخل أثناء الطقس القاسي، وإذا كان منزلك لا يحتوي على تدفئة أو تكييف، فقد ترغب في زيارة أقرب مركز تدفئة أو تبريد للطوارئ.

ومع ذلك، لا يضر أبدًا بمراجعة أخصائي الرعاية الصحية إذا كان للطقس تأثير مستمر على حالتك المزاجية، إذ يمكنه المساعدة في استبعاد أي ظروف أساسية وتقديم المزيد من الإرشادات حول خيارات العلاج.