شهدت الصين منتصف هذا الأسبوع، انهيار جسر تم الانتهاء من بنائه قبل أشهر قليلة، دون تسجيل إصابات، إلا أن مشهد الحادث الذي تم توثيقه استدعى اهتمامًا دوليًا كبيرًا.
تفاصيل انهيار جسر في الصين
أفادت السلطات المحلية في مدينة ماركانغ، المعروفة أيضًا باللغة التبتية باسم باركام، أن الانهيار الجزئي في جسر هونغتشي وقع بعد ظهر يوم الثلاثاء.
وأظهرت مقاطع فيديو، تم التحقق من صحتها من قبل وسائل إعلام دولية، لحظات سقوط أجزاء ضخمة من الجسر الخرساني في الوادي، مما أطلق سحابة كثيفة من الغبار غطت المنطقة.
وأكدت الحكومة المحلية عدم تسجيل أي إصابات أو وفيات، وهو ما يُعزى بشكل مباشر إلى الإجراءات الاحترازية التي اتُخذت قبل 24 ساعة من الكارثة.
Chinese Engineering Failure- The 758-metre-long Hongqi bridge collapsed in southwest China, months after opening. China isn’t as smart as everyone makes them out to be. They couldn’t copy this design. The ground shifted on one of the approaches. Luckily it was noticed the day… pic.twitter.com/ZJDDdwgCP9
— Peter Lemonjello (@KCtoFL) November 11, 2025
وكانت شرطة ماركانغ قد اتخذت قرارًا بإغلاق جسر هونغتشي البالغ طوله 758 مترًا أمام جميع أشكال حركة المرور بعد ظهر يوم الاثنين.
وجاء هذا الإغلاق الفوري استجابةً لتقارير مقلقة حول ظهور تشققات واضحة على المنحدرات الجبلية القريبة، فضلًا عن رصد تحركات ملموسة في تضاريس أحد الجبال المحيطة بالموقع.
ومع تدهور الأوضاع على سفح الجبل بشكل متسارع يوم الثلاثاء، وقعت انهيارات أرضية شديدة، هي التي تسببت بدورها في انهيار الجسر وقاعدة الطريق، وليس العكس كما أشارت بعض التقارير الأولية التي تم تصحيحها لاحقًا.
ويعد هذا الجسر جزءًا حيويًا من طريق سريع وطني يربط قلب الصين ومقاطعة سيتشوان بإقليم التيبت، وهي منطقة ذات تضاريس جبلية وعرة.
وتكمن المفارقة في أن بناء الجسر قد اكتمل في وقت سابق من هذا العام، وفقًا لمقطع فيديو ترويجي نشره المقاول المسؤول عن المشروع، وهو “مجموعة ستشوان للطرق والجسور”، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويثير انهيار جسر في الصين بعد أشهر قليلة فقط من افتتاحه تساؤلات جدية حول معايير السلامة الهندسية المتبعة في مثل هذه المشاريع الضخمة.
ولا تزال السلطات تجري تحقيقًا موسعًا للوقوف على الأسباب الدقيقة التي أدت إلى هذا الفشل الهندسي.
وتقع مقاطعة سيتشوان في حزام زلزالي نشط للغاية؛ ففي عام 2008، ضربها زلزال مدمر بلغت قوته 7.9 درجة، وأودى بحياة أكثر من 69,000 شخص.
ورغم عدم ربط هذا الحادث بنشاط زلزالي مباشر، إلا أن الطبيعة الجيولوجية غير المستقرة للمنطقة تضع ضغوطًا إضافية على مشاريع البنية التحتية، وتجعل التحقيق في أسباب انهيار جسر بهذا الموقع أمرًا معقدًا.
ويأتي هذا الحادث في سياق استمرار الصين في ضخ استثمارات بمليارات الدولارات لتطوير بنيتها التحتية بشكل هائل، من سكك حديدية فائقة السرعة إلى جسور تعد من بين الأعلى والأطول في العالم.
في سبتمبر الماضي، احتفلت الصين بافتتاح أعلى جسر في العالم بمقاطعة قويتشو الجنوبية، لكن سجل السلامة لهذه المشاريع الضخمة لا يخلو من حوادث، مما يسلط الضوء على التحديات المصاحبة لسرعة التنفيذ.
في يوليو 2024، لقي ما لا يقل عن 11 شخصًا مصرعهم في انهيار جزئي لجسر طريق سريع في مقاطعة شنشي الشمالية الغربية، ويُضاف انهيار جسر في الصين هذا الأسبوع إلى قائمة الحوادث التي تضع معايير البناء الحكومية تحت المجهر.
وتؤكد الحكومة المحلية أن التحقيقات ستكون شاملة لتحديد المسؤوليات، سواء كانت ناتجة عن عيوب في التصميم أو التنفيذ، أو بسبب قوى طبيعية لا يمكن السيطرة عليها.














