تضم المحاكم حول العالم بين ملفاتها قصصًا لقتلة مسنين تجاوزوا أعمار التقاعد، و تتعدد الأسباب التي تدفع كبار السن إلى ارتكاب جرائم؛ من أمراض الشيخوخة العقلية إلى نوبات الخرف والسكتات الدماغية. فبعضهم يقتل بدافع الاضطراب النفسي، وآخرون كردّ فعل على استغلال أو يأس من واقع قاسي. ونستعرض فيما يلي أغرب الجرائم التي ارتكبها مسنين حول العالم بدوافع مختلفة بحسب ما نشره موقع Listverse .
في أبريل 2015، شهدت ولاية نيوجيرسي جريمة صدمت الأمريكيين، حين أقدم مايكل جوسكين (100 عام) على قتل زوجته روزاليا (88 عامًا) بفأس أثناء نومها، قبل أن ينتحر طعنًا بالسكين. وكشفت السلطات أن الزوجين كانا يعانيان من مشكلات أسرية متكررة، بينها بلاغ سابق عن تحرش غير عنيف عام 2013، فيما ظل الدافع وراء الجريمة مجهولًا. واكتُشفت الحادثة صدفةً أثناء فحصٍ اجتماعي أجراه أقاربهما، ليُسجل جوسكين كأكبر متهم بالقتل سنًا في تاريخ الولايات المتحدة.
في حادثة مأساوية شهدها مركز “سيجيت” لإعادة التأهيل في كوني آيلاند، قُتلت نينا كرافتسوف (89 عامًا)، على يد زميلتها في السكن غالينا سميرنوفا (95 عامًا) التي تعاني من الخرف. ووفقًا للتحقيقات، استخدمت سميرنوفا دواسة كرسي متحرك لضرب كرافتسوف حتى الموت، قبل أن يتم العثور عليها أثناء قيامها بغسل الأطباق بينما الغرفة غارقة بالدماء. وأشار محامي الأسرة إلى أن الخرف قد يسبب نوبات غضب، لكن محاولة المتهمة إخفاء الأدلة تدل على إدراكٍ جزئي لما فعلته. وأثار الحادث جدلاً واسعًا حول خطورة إيداع مرضى الخرف في بيئات غير خاضعة للرقابة الكاملة، خصوصًا أن سميرنوفا كانت قد قضت يومين فقط في المركز قبل وقوع الجريمة.
في أغسطس 1989، كشفت شرطة ولاية ميسوري واحدة من أبشع الجرائم في تاريخها، حين عُثر على خمس جثث مدفونة في مزرعة الزوجين راي (75 عامًا) وفاي كوبلاند (68 عامًا)، إذ وُجدت أربع جثث في قبور ضحلة داخل الحظيرة، والخامسة في قاع بئر عمقه نحو 9 أمتار، وجميع الضحايا من عمال المزارع الذين أُطلق عليهم النار في مؤخرة الرأس.
عثرت الشرطة داخل المنزل على دفتر يسجل أسماء العمال، وقد وُضعت علامة X بجانب 12 اسمًا منهم، إضافةً إلى لحاف خيط من ملابس أحد القتلى. تبيّن أن الزوجين كانا يديران عملية احتيال ونصب في تجارة الماشية باستخدام شيكات مزوّرة بأسماء هؤلاء العمال المشردين، وعندما اكتشف هؤلاء الاحتيال، تمت تصفيتهم بالرصاص.
في يوليو 2025، تحوّل بلاغٌ طبي إلى مشهد جريمة مروّع داخل دار رعاية المسنين “ليجر وورلد” بولاية ماريلاند، حيث عُثر على بيفرلي فليتشر (78 عامًا) مقتولة بطعناتٍ متعددة وضربةٍ قوية في الرأس، بينما وُجدت مطرقة على عنقها وسكين ومفك ملطخان بالدماء بجانبها. اعترف زوجها فيفيان ستيوارت نيشن (80 عامًا) بدفعها أثناء جدالٍ حول طبيبه، قبل أن يضغط بمطرقةٍ على رقبتها ويخنقها.
وأفاد المحققون بأن نيشن، ربما تأثر بسكتاته الدماغية السابقة التي غيّرت سلوكه. وكانت الجريمة صادمة للمجتمع المحلي، إذ عُرف الزوجان بعلاقتهما الهادئة طوال 13 عامًا من الزواج.
في 10 يونيو 2009، شهد متحف الهولوكوست التذكاري في واشنطن العاصمة هجومًا دمويًا نفّذه جيمس وينيكر فون برون (88 عامًا)، عندما أطلق النار داخل المتحف فأصاب حارس الأمن ستيفن ت. جونز في صدره، ما أدى إلى وفاته لاحقًا. ردّ الحراس بإطلاق النار فأصابوا المهاجم في وجهه.
كان فون برون من دعاة تفوق العرق الأبيض، ويدير موقعًا إلكترونيًا ينكر الهولوكوست، كما ألّف كتابًا يتبنى نظريات مؤامرة. وسبق أن أُدين بمحاولة اختطاف مسلحة عام 1983 لمسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى اتهامات تتعلق بالأسلحة. وأفاد المدعون بأن فون برون كان يعيش بلا مأوى بعد أن خسر أسرته، واعتبر نفسه “شهيدًا” لقضيته قبل أن ينفذ الهجوم.
في مطلع القرن العشرين، اشتهرت جدة صربية تُدعى بابا أنوجكا، الملقبة بـ”ساحرة البنات”، كأحد أكثر القتلة رعبًا في أوروبا. كانت تبيع جرعات تحتوي على الزرنيخ والزئبق، استخدمها زبائنها للتخلص من خصوم غير مرغوب فيهم، ويُعتقد أنها تسببت في مقتل نحو 150 شخصًا. كان ضحاياها يموتون عادة خلال ثمانية أيام، من دون أن تُجرى لهم عمليات تشريح.
انهارت إمبراطوريتها السامة عام 1928، بعدما أعدّت مساعدتها جرعة ضعيفة مكّنت الضحية من النجاة والإبلاغ عنها و كانت حينها في الثانية والتسعين من عمرها. حُكم عليها بالسجن 15 عامًا، لكنها أُفرج عنها عام 1936 وهي في المئة من عمرها، لتبقى حتى اليوم من أكثر السفاحين شهرة في تاريخ البلقان.
اقرأ أيضًا:
الهوس بالجرائم.. لماذا تجذبنا قصص القتلة والسفاحين؟
معدلات جرائم القتل ترتفع في الولايات المتحدة.. وهذه المناطق الأكثر خطورة