يونيو ٢٢, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
اليوم العالمي للإبل.. أدوات رسمت علاقة السعوديين بـ”سفينة الصحراء”

يحتفي العالم في 22 يونيو من كل عام باليوم العالمي للإبل، وهي المناسبة التي تسلط الضوء على المكانة الفريدة التي تحتلها الإبل في تاريخ وثقافة العديد من الشعوب، وخاصة في شبه الجزيرة العربية وفي القلب منها السعودية.

وفي المملكة، لم تكن علاقة الإنسان بالجمل مجرد علاقة نفعية، بل كانت شراكة عميقة تتجلى في منظومة متكاملة من الأدوات التراثية المبتكرة التي صممها مربي الإبل لتعكس فهمًا دقيقًا لاحتياجات “سفينة الصحراء” وطبائعها.

أدوات التقييد والسيطرة على الإبل

لضمان التحكم في حركة الإبل وتأمينها، ابتكر سكان البادية مجموعة من الأدوات التي توازن بين السيطرة والرفق بالحيوان. في مقدمة هذه الأدوات يأتي “الرسن أو الخطام”، وهو المقود الذي يوضع على رأس الجمل ويُمكّن الراعي من توجيهه بسهولة، وغالبًا ما يحتوي على أجزاء حديدية تُعرف بـ “القواريص” لضمان إحكام السيطرة.

أما عند التوقف والراحة، فتُستخدم أدوات أخرى لتقييد حركة الإبل ومنعها من الشرود. من أشهرها “العقال”، وهو حبل مبروم من الصوف أو الوبر يُستخدم لربط إحدى قوائم البعير بنفسها بعد ثنيها. وهناك “القيد”، وهو حبل أطول يُستخدم لربط القائمتين الأماميتين معًا، مما يسمح للجمل بالحركة البسيطة للرعي دون الابتعاد. ويشبهه الذراع، لكنه يوضع فوق الركبة. أما لمنع البعير القوي من الفرار، فيُستخدم “الهجار”، وهو حبل يربط بين إحدى القوائم الأمامية وأخرى خلفية، مما يقيد خطواته بشكل كبير.

تجهيزات الركوب والترحال

تزيين ظهر الجمل وتجهيزه للركوب والترحال هو فن بحد ذاته، ويعتبر “الشداد” القطعة المحورية في هذه المنظومة. وهو هيكل خشبي متين يُصمم ليُثبّت بإحكام على سنام البعير، ليكون بمثابة السرج الذي يجلس عليه الراكب. ولا يقتصر دوره على ذلك، بل يُستخدم أيضًا لتعليق الأمتعة والمؤن، خاصة في حقيبتين متصلتين به تسميان الخروج، والتي غالبًا ما تكون تحفًا فنية منسوجة من الصوف ومزخرفة بألوان زاهية وأشكال هندسية، وتتدلى منها “الهدبات” كعنصر جمالي.

ولإضفاء المزيد من الراحة والفخامة على رحلة الصحراء، توضع على الشداد عدة طبقات. منها “الجاعد” وهو جلد ضأن مدبوغ بشعره، يشبه الفروة ويوفر مقعدًا وثيراً للراكب. ويوضع فوقه “النطع” وهو بساط منسوج ومزخرف بألوان جميلة يغطي الشداد ويمتد على ظهر البعير. وتُضاف أحيانًا “السفائف” وهي قطع نسيج صوفي مزركش تتدلى على جانبي الجمل كزينة إضافية. أما لراحة الراكب، فتُستخدم “الميركة” (أو الدويرع)، وهي قطعة من الجلد المضفور توضع فوق كتفي الذلول ليضع الراكب قدميه عليها أثناء الركوب.

أدوات مصممة لركوب النساء

حظيت المرأة بمكانة خاصة في ثقافة تراث الإبل، حيث صُنعت لها مقصورات متنقلة توفر لها الخصوصية والراحة أثناء الترحال الطويل. أشهر هذه المراكب هو “الهودج” الذي يُعرف بأسماء متعددة كـ “المغبط” و”الغبيط”، وهو عبارة عن غرفة صغيرة تُصنع من الخشب، لها أربعة قوائم وأبواب من النسيج المزخرف، وتُثبت على ظهر البعير. أما “الكتب” فهو نسخة أكبر وأكثر فخامة وزخرفة من الهودج، حيث كانت تُزين جوانبه بالمرايا وريش النعام والأهداب الملونة، ليعكس مكانة المرأة التي تركبه.

أدوات أخرى في حياة الإبل

لم تقتصر الأدوات على الركوب والسيطرة، بل شملت جوانب أخرى من حياة الإبل. من ذلك “الصرار أو الشملة” وهي أداة بسيطة لكنها مهمة، تُستخدم لمنع صغار الإبل من الرضاعة بشكل مستمر، وذلك بهدف توفير حليب الأم للاستخدام البشري، مما يعكس العلاقة التكاملية بين الإنسان وهذا الكائن المبارك.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

دراسة جديدة تكشف الأثر الخفي لضربات الرأس في كرة القدم

المقالة التالية

إنفوجرافيك| صاروخ خيبر.. لاعب إيراني جديد يواجه إسرائيل