يُعد عيد الأب من المناسبات السنوية التي تحظى باهتمام واسع في مختلف دول العالم، حيث يُخصص هذا اليوم لتكريم الآباء وتقدير جهودهم في بناء الأسرة والمجتمع. وعلى الرغم من أن فكرة الاحتفال بعيد الأب تعود إلى بدايات القرن العشرين في الولايات المتحدة، إلا أن كل دولة أضفت طابعها الخاص على هذه المناسبة، مما جعلها فرصة للتعرف على تنوع الثقافات حول العالم.
في الولايات المتحدة، يُحتفل بعيد الأب في الأحد الثالث من شهر يونيو، وهو التاريخ الذي يُعتبر الأكثر انتشارًا عالميًا. وتتميز الاحتفالات الأمريكية بتجمع العائلات حول وجبات الطعام، وحفلات الشواء، وتبادل الهدايا والبطاقات بين الأطفال وآبائهم. كما تُقام العديد من الفعاليات الرياضية والأنشطة الترفيهية التي تعزز روح الأسرة والترابط بين الأبناء والآباء.
أما في ألمانيا، فيتم الاحتفال بعيد الأب في يوم الصعود الديني، الذي يصادف الأربعين يومًا بعد عيد الفصح. وتُعرف هذه المناسبة باسم “يوم الرجال”، حيث يخرج الرجال في رحلات جماعية حاملين عربات مليئة بالمشروبات والوجبات الخفيفة، في جو مليء بالمرح والصداقة الذكورية.
في الدول الإسكندنافية مثل السويد والنرويج وفنلندا، يُحتفل بعيد الأب في الأحد الثاني من نوفمبر، بينما تحتفل إيطاليا وإسبانيا والبرتغال به في 19 مارس، وهو تاريخ مرتبط بالثقافة الكاثوليكية.
اختارت معظم الدول العربية، مثل لبنان ومصر والأردن، الاحتفال بعيد الأب في 21 يونيو من كل عام، وهو تاريخ يتزامن مع التوقيتات الصيفية وبداية فصل الصيف. وتتميز هذه المناسبة بالهدوء مقارنة بعيد الأم، حيث تقتصر الفعاليات غالبًا على التهنئة العائلية، وتبادل الهدايا، وإعداد وجبات خاصة للأب، إضافة إلى قضاء وقت مميز في الحدائق أو استضافة العائلة في المنزل.
في لبنان، يُعتبر عيد الأب يومًا رسميًا، حيث يحصل الموظفون في القطاع الحكومي على إجازة رسمية. كما يُقام العديد من الفعاليات المجتمعية التي تسلط الضوء على دور الأب في بناء الأسرة والمجتمع. أما في مصر والأردن، فتُنظم بعض المدارس والمؤسسات فعاليات خاصة لتكريم الآباء، وتشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم تجاه آبائهم.
في تايلاند، يُحتفل بعيد الأب في 5 ديسمبر، وهو عيد ميلاد الملك الراحل بوميبول أدولياديج، حيث تُقام الفعاليات الخيرية والدينية، ويُلبس المواطنون الملابس الصفراء تكريمًا للملك. أما في تايوان، فيتم الاحتفال به في 8 أغسطس، حيث تشبه كلمة “ثمانية” في اللغة الصينية كلمة “أب”، وتُقام العزائم العائلية وتبادل الهدايا.
لا شك أن عيد الأب يظل يومًا عالميًا، لكن طقوسه وتقاليده تختلف باختلاف الثقافات، لتعكس قيم كل مجتمع وتؤكد على أهمية دور الأب في حياة الأبناء والأسرة. وفي ظل العولمة، أصبح من السهل التعرف على طقوس الاحتفال بعيد الأب في مختلف دول العالم، مما يعزز قيم التضامن والتقدير بين الشعوب.