البوصلة هي عبارة عن أداة بها إبرة مغناطيسية تستخدم للتنقل والتوجيه، ولا غنى عنها في عالمنا اليوم، فمن يقف وراء هذا الاختراع، وما تاريخه؟
تم اختراع البوصلة لأول مرة في الصين خلال عهد أسرة هان بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الأول بعد الميلاد، لكن تاريخها الرئيسي أطول من ذلك بكثير.
كتب بلينيوس الأكبر، أن الراعي ماغنيس قد لاحظ أن أظافر حذائه والنقطة الحديدية لعصاه قد تعلقت بالصخور على جبل إيدا، وكانت الصخور غنية بالمغنتيت، وبعد ذلك وجد الناس أنه يمكن مغنطة الفولاذ أو الحديد المتصلب عند فركه ضد المغنتيت وسيكتسب نفس خصائص أكسيد الحديد الأسود.
اكتشف الصينيون أنه عندما يتم تعليق أو وضع حجر المغناطيس، وهو خام الحديد الممغنط بشكل طبيعي، بحيث يمكن أن يدور بحرية، فإنه يشير دائمًا إلى نفس الاتجاه.
استخدموا هذا الاكتشاف في البحث عن الأحجار الكريمة، واختيار مواقع للمنازل واستخدموها في فنغ شوي، وكانت إحدى البوصلات المميزة في ذلك الوقت عبارة عن مغرفة تشير إلى الجنوب ويتجه مقبضها إلى الجنوب.
وفي القرن الحادي عشر، تم استخدام البوصلة للملاحة البرية أولاً ثم البحرية، وكانت البوصلات الأولى مصنوعة من حجر المغناطيس ولكن فيما بعد تم استخدام إبرة فولاذية ممغنطة كجزء رئيسي من البوصلة.
تم صنع البوصلات البحرية الصينية على شكل إبرة مغناطيسية تطفو في وعاء من الماء مما سمح للإبرة بالبقاء في وضع أفقي، خاصة في البحر الهائج.
ظهرت البوصلة في العالم الإسلامي في القرن الثالث عشر، وباستثناء الملاحة البحرية، تم استخدامها أيضًا للأغراض الفلكية، كما هو الحال في أوروبا، كما تم استخدامها كمؤشر للقبلة لمعرفة اتجاه مكة للصلاة اليومية.
اخترع عالم الفلك وضابط الوقت السوري ابن الشاطر نسخة محسنة من هذا المؤشر في القرن الرابع عشر، وكانت عبارة عن مزيج من ساعة شمسية عالمية وبوصلة مغناطيسية.
بمرور الوقت، تم اختراع أنواع مختلفة من البوصلة، والبوصلات الحديثة لها مبادئ أساسية مماثلة لتلك الموجودة منذ 20 قرنًا، ولكنها مصنوعة من مواد أكثر حداثة وتضمنت تطويرات جديدة.
يتم وضع إبرة ممغنطة أو قرص داخل كبسولة مملوءة بالكامل بسائل. غالبًا ما يكون الغلاف شفافًا مما يسمح باستخدام البوصلة على الخريطة، وباستثناء التوجيه والملاحة، تُستخدم البوصلات في بناء التوجيه والتعدين وعلم الفلك.
من أوراق اللوتس إلى القابلة للطي.. قصة اختراع المراوح وتطورها
