في عصر لم تعد فيه السماء حكرًا على الطائرات التقليدية، ظهرت "الدرونز" كلغةٍ جديدة لها مفرداتها وقواعدها الخاصة. وبين الاختصارات التقنية والمسميات المتداولة، قد يبدو عالم الطيران بلا طيار معقدًا لغير المتخصصين.
في السطور التالية نسلط الضوء على أبرز مصطلحات "القاموس الجوي" كدليلٍ مبسّط لفك شيفرة لغة الدرونز، وشرح المفاهيم التي تستخدمها الجهات العسكرية والمدنية والتجارية في هذا المجال المُعقد.
UAS.. اسم نظام الطائرات بدون طيار
يُعد مصطلح نظام الطائرات بدون طيار UAS الأكثر شمولًا، لأنه يشمل المنظومة التشغيلية بأكملها، والتي تتضمن:
الطائرة بدون طيار أو الدرون UAV.. الجسم الطائر نفسه أو الدرون.
محطة التحكم الأرضية.. المكان الذي يدير منه المشغّل الطائرة ويقوم بتوجيهها.
معدات الاتصال.. الروابط اللاسلكية التي تربط الطائرة بمحطة التحكم.
الحمولة.. الكاميرات، أجهزة الاستشعار، أو أي أدوات أخرى تحملها الطائرة لأداء المهام.
برنامج تخطيط الرحلات.. البرمجيات التي تنظم مسار الطائرة ووظائفها المختلفة.
وتوفر أنظمة الطائرات بدون طيار UAS صورة شاملة للنظام، بما في ذلك كل العناصر الضرورية لتشغيل الطائرة بكفاءة، بينما يُستخدم مصطلح UAV للإشارة إلى الطائرة نفسها فقط. وتُستخدم أنظمة UAS عادةً في التطبيقات المهنية المتقدمة التي تتطلب مهام معقدة وفترات طيران أطول، مقارنة بالطائرات بدون طيار الترفيهية أو الصغيرة.
UAV.. المسمى التقني الرسمي
يشير مصطلح UAV إلى المركبة الجوية غير المأهولة في معناها التقني الدقيق، أي هيكل الطائرة أو الدرون وحده دون الأنظمة الإلكترونية أو أدوات التحكم والتشغيل. فهي تمثل “الجسم” فقط، من دون البرمجيات وأجهزة التوجيه التي تمنحها القدرة على الطيران والتنفيذ.
وتشترك الطائرات بدون طيار والمركبات الجوية غير المأهولة في كونها منصات طيران يتم تشغيلها عن بُعد، وتُستخدم في نطاق واسع من المهام، بدءًا من التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو، وصولًا إلى أعمال الفحص والمراقبة. كما يخضع تشغيل كلا النوعين لأطر تنظيمية تضعها سلطات الطيران المختصة، مثل هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة وهيئة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة، بهدف ضمان السلامة والتنظيم الآمن للمجال الجوي.
ويُعد مصطلح "الطائرة بدون طيار" توصيفًا عامًا وأقل دقة مقارنة بمصطلح "المركبة الجوية غير المأهولة (UAV)"، وغالبًا ما تكون الطائرات بدون طيار أصغر حجمًا ومحدودة زمن التحليق مقارنة بالطائرات غير المأهولة الاحترافية، التي صُممت لتنفيذ مهام أطول وأكثر تعقيدًا.
المسمى الشائع Drone
الدرون هو الاسم الشائع للطائرات بدون طيار UAV، ويشير عادة إلى أي طائرة يمكن التحكم فيها عن بُعد دون وجود طيار على متنها. وقد أصبح المصطلح شائعًا بين العامة والإعلام نظرًا لسهولة لفظه وجاذبيته. وفي الاستخدام الرسمي، يُصنَّف الدرون ضمن فئة المركبات الجوية غير المأهولة (UAV) أو ضمن منظومة أنظمة الطائرات غير المأهولة (UAS) عند الحديث عن المنظومة الكاملة التي تشمل الطائرة، المحطات الأرضية، والحمولات.
ويعود أصل المصطلح إلى النسخ الأولى من الطائرات المسيّرة العسكرية، والتي كانت تصدر صوت طنين يشبه صوت ذكر النحل، فتمت تسميتها بالإنجليزية “Drone” أي الذكر.
المسيرات الانتحارية أو الذخائر المتسكعة (Loitering Munition)
هو مصطلح يُطلق على فئة خاصة من الطائرات المسيّرة تجمع بين خصائص الصواريخ الموجهة والدرونز الاستطلاعية. وتكمن خصوصيتها في قدرتها على التحليق لفترة طويلة نسبيًا فوق منطقة العمليات، مترصدة الهدف قبل تنفيذ الهجوم في اللحظة المناسبة، ما يمنحها مرونة تكتيكية عالية مقارنة بالأسلحة التقليدية.
وتُطلق المسيرة الانتحارية باتجاه منطقة محددة مسبقًا، ثم تبدأ في "التسكع" في الجو، إما وفق مسار مبرمج أو تحت تحكم مباشر من المشغّل. وخلال هذه المرحلة، تستخدم كاميرات وأجهزة استشعار لرصد الأهداف المحتملة. وعند تأكيد الهدف، تتحول المسيرة نفسها إلى رأس حربي طائر، حيث تنقض عليه وتنفجر عند الاصطدام، ما يعني أن السلاح يُستخدم مرة واحدة فقط.
ومن أبرز النماذج لهذه المسيرات Switchblade الأمريكية، وهي مسيّرة محمولة وخفيفة، يستخدمها الجنود في الميدان، وتتميز بدقة عالية وسرعة في الانتشار. وكذلك Shahed الإيرانية، وهي مسيّرات أطول مدى وأكبر حجمًا، تم استخدامها على نطاق واسع في نزاعات إقليمية، وتُعرف بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة وحمل رؤوس متفجرة أكبر.
منظور الشخص الأول FPV
FPV اختصار لعبارة First Person View، أي “رؤية الشخص الأول”، وهي تقنية تُستخدم في الطائرات المسيّرة تمنح المشغّل منظورًا مباشرًا كما لو كان داخل الطائرة نفسها. في نظام FPV، تُرسل الكاميرا المثبتة على الدرون فيديو مباشر إلى جهاز العرض (نظارات أو شاشة) لدى الطيار، ما يجعل التحكم أشبه بتجربة الطيران من المقعد الأمامي للطائرة. وهذا يختلف عن التحكم التقليدي الذي يعتمد على النظر إلى الطائرة من الأرض؛ في FPV، يرى الطيار المنظر الذي تراه الكاميرا في الوقت الحقيقي.
تُستخدم تقنية FPV في سباقات الدرون الاحترافية، حيث يتنافس الطيارون عبر مسارات سريعة مركّبين نظارات FPV للتحكم الدقيق. كما تُستخدم في التصوير السينمائي والمراقبة، إذ تتيح للمصور تقاط لقطات سينمائية ديناميكية من زوايا لا يمكن الحصول عليها بالطريقة التقليدية.كما تتم الاستعانة بها في الاستخدامات عسكرية
في بعض النزاعات، تُستخدم الدرونز بنظام FPV لمهام الاستطلاع أو حتى الهجوم الخفيف، لأنها تمنح مدخلًا بصريًا مباشرًا للموقع المستهدف.
اقرأ أيضًا:
وجهة عالمية للرياضات الإلكترونية.. العلا تستضيف نهائي "دوري أبطال الدرون" 2023
كأس العالم للدرونز يمنح السعودية رقمًا جديدًا في "غينيس"
من "نسك" إلى "الدرون".. تكامل حكومي شامل لتجربة حج ميسّرة وآمنة













