تستعد شركة OpenAI لإحداث ثورة جديدة في عالم الإبداع الرقمي، حيث كشفت تقارير عن عزمها إطلاق أداة ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على تأليف مقطوعات موسيقية كاملة، من الأصوات البشرية إلى الآلات، بالاعتماد على أوامر نصية أو صوتية بسيطة، في خطوة تهدف إلى تنويع خدماتها وتوسيع قاعدة مستخدميها التي تجاوزت 800 مليون مستخدم مع “ChatGPT”.
شراكة “OpenAI” مع جويليارد
تعمل شركة OpenAI حاليًا على تدريب نموذجها اللغوي بالتعاون مع طلاب من “مدرسة جويليارد” المرموقة للموسيقى في الولايات المتحدة.
وتتمثل مهمة الطلاب في شرح وتوصيف النوتات الموسيقية، مما يزود الذكاء الاصطناعي ببيانات عالية الجودة تساعده على فهم الأنماط والبنى الموسيقية المعقدة والمشاعر التي تحملها، بدلًا من الاعتماد على البيانات الأولية فقط.
ويهدف هذا المشروع إلى تمكين المستخدمين من أداء مهام متقدمة، مثل إضافة مرافقة على الجيتار لتسجيل صوتي، أو تأليف موسيقى تصويرية كاملة لمقاطع الفيديو.
ولا تدخل OpenAI هذا المجال بمفردها، حيث تواجه منافسة قوية من شركات كبرى مثل “غوغل” التي أطلقت بالفعل نموذجها الموسيقي “Lyria”، بالإضافة إلى شركات ناشئة مثل “Suno” و”Udio” التي اكتسبت قاعدة مستخدمين واسعة، إلا أن هذه المنافسة محفوفة بالمخاطر القانونية، حيث رفعت “جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية” دعاوى قضائية ضد الشركتين الأخيرتين بتهمة انتهاك حقوق الطبع والنشر واستخدام تسجيلات صوتية محمية دون إذن، مطالبة بتعويضات قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
وفي هذا السياق، قد تكون شراكة “OpenAI” مع “جوليارد” خطوة استراتيجية لتأسيس نموذجها على بيانات موثقة وقانونية، مما يميزها عن منافسيها.
ويأتي هذا التطور كجزء من استراتيجية “OpenAI” الأوسع لبناء مجموعة متكاملة من الأدوات الإبداعية، فبعد النجاح الكبير الذي حققته في مجال إنشاء الفيديو عبر منصة “Sora”، التي سجلت أكثر من مليون عملية تنزيل في أيامها الأولى، يبدو أن الشركة ماضية في تمكين المستخدمين من إنتاج الصور والفيديوهات، والآن الموسيقى، عبر الأوامر البسيطة.
ويُذكر أن لشركة “OpenAI” تجارب سابقة في هذا المجال مع أدوات مثل “MuseNet” و”Jukebox”، لكنها لم تحقق انتشارًا واسعًا لعدم دمجها في منصاتها الرئيسية.
ورغم حالة الترقب، لا تزال تفاصيل إطلاق الأداة الجديدة غير مؤكدة، حيث لم توضح “OpenAI” ما إذا كانت ستُطرح كخدمة منفصلة أم سيتم دمجها ضمن منصات قائمة مثل “ChatGPT” أو “Sora”.
وفي حال نجاحها، قد تغير هذه الأداة طريقة إنتاج الموسيقى والموسيقى التصويرية والإعلانات، وتمنح المبدعين والموسيقيين والطلاب أداة قوية لترجمة أفكارهم إلى أعمال فنية متكاملة ببضع نقرات.














