أعلنت شركة شاومي الصينية العملاقة يوم الأربعاء عن الإطلاق العالمي لمجموعة من الأجهزة الجديدة، وفي مقدمتها سلسلة هواتفها الذكية، في خطوة استراتيجية واضحة تضعها في منافسة مباشرة مع شركة “سامسونغ” الكورية الجنوبية، الرائدة في هذا القطاع.
وفي حدث خاص أقيم في مدينة ميونخ الألمانية، كشفت الشركة التي تتخذ من بكين مقرًا لها، عن سلسلة هواتف “Xiaomi 15T” التي تضم هاتفين جديدين هما “Xiaomi 15T” و”Xiaomi 15T Pro”، مستهدفةً بذلك شريحة أوسع من المستهلكين في الأسواق الأوروبية والعالمية.
وتأتي هذه الخطوة لتعزز من مكانة شاومي التي رسخت أقدامها بالفعل كثالث أكبر لاعب في سوق الهواتف الذكية في أوروبا من حيث الحصة السوقية، خلف “سامسونغ” و”أبل“.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، لم تكتفِ الشركة بتوسيع بصمتها الجغرافية فحسب، بل عملت أيضاً على تنويع مجموعة منتجاتها لتشمل كل شيء بدءًا من الغسالات ووصولاً إلى السيارات الكهربائية، وهو ما يعكس طموحها في التحول إلى علامة تجارية متكاملة تقدم نظامًا بيئيًا شاملاً للمستهلكين، على غرار منافسيها الكبار.
كشفت شاومي أن سعر هاتف “Xiaomi 15T” سيبدأ من 766 دولارًا، بينما يبدأ سعر نسخة “Xiaomi 15T Pro” من 938 دولارًا.
وتواصل الشركة من خلال هذه الأجهزة استراتيجيتها المعهودة في طرح هواتف ذكية بمواصفات تقنية متطورة وأسعار تنافسية، وقد ركزت الشركة خلال حدث الإطلاق على الميزات الرئيسية للهواتف الجديدة، مثل نظام الكاميرا الثلاثي، والشاشة الكبيرة التي يبلغ قياسها 6.83 بوصة، بالإضافة إلى البطارية ذات السعة الكبيرة، وهي مواصفات تضعها كمنافس محتمل لكل من سلسلة هواتف “A” المتوسطة وسلسلة “S” الرائدة من “سامسونغ“.
وللمقارنة، يبدأ سعر هاتف “Samsung S25” من 938 دولارًا، في حين يصل سعر الطراز الأعلى “S25 Ultra” إلى 1467 دولارًا في ألمانيا، مما يوضح الفجوة السعرية التي تحاول شاومي استغلالها.
وفي هذا السياق، يصف بريان ما، نائب رئيس أبحاث الأجهزة في مؤسسة البيانات الدولية، هاتف “Xiaomi 15T” بأنه “جهاز رائد بأسعار معقولة، يتمتع بميزات متطورة ولكنه يُسعّر أقل بنصف درجة من الأجهزة المتميزة من الدرجة الأولى”.
ويضيف محللون أن هذه السلسلة تمثل خطوة مهمة أخرى في استراتيجية شاومي للارتقاء بعلامتها التجارية، خصوصًا في محاولة لجذب المشترين الذين يهتمون بالمواصفات العالية ولكنهم في الوقت نفسه أكثر حساسية تجاه الميزانية.
لم تتوقف طموحات الشركة عند حدود الهواتف الذكية، حيث أعلنت شاومي أيضًا عن الإطلاق العالمي لعلامتها التجارية “Mijia” المتخصصة في الأجهزة المنزلية، والتي تشمل ثلاجة وغسالة ومكيف هواء، وهي خطوة تبدو مستنسخة مباشرة من استراتيجية “سامسونغ”، التي تبيع منتجات متنوعة في جميع أنحاء العالم، بدءًا من الأجهزة المنزلية وصولاً إلى الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون.
ويشير هذا التوسع أن شاومي لم تعد ترغب في أن تكون مجرد شركة مصنعة للهواتف، بل تسعى لبناء علامة تجارية تكنولوجية شاملة.
ويرى رونار بيورهوفدي، المحلل في شركة “كاناليس”، أن “أحد المحاور الاستراتيجية الرئيسية لشركة شاومي هو اقتحام الفئة العليا من السوق”.
ويؤكد بريان ما هذا التوجه قائلاً: “تضع شاومي بطبيعة الحال ضغطًا على أي منافس في القطاعات التي تدخلها، نظرًا لنموذج عملها القائم على تقديم منتجات ذات جودة جيدة وبأسعار قوية”.
وتأتي هذه الإطلاقات الدولية في الوقت الذي تستعد فيه الشركة للكشف عن سلسلة هواتفها الرائدة “Xiaomi 17” في السوق الصينية، مما يؤكد على استمرار زخمها وخططها الطموحة للمنافسة على أعلى المستويات في قطاع التقنية العالمي.
