logo alelm
لماذا جمّدت بكين “نفيديا” خارج السوق الصيني؟

منعت العاصمة الصينية بكين كبرى شركات التكنولوجيا من شراء رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة نفيديا الأمريكية، في خطوة تعكس الثقة المتزايدة للصين في قدراتها التصنيعية المحلية، ومحاولة للحصول على نفوذ تجاري في المفاوضات مع الولايات المتحدة.

من الانتعاش إلى التجميد التام

لم تمضِ سوى أشهر قليلة منذ إعلان جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لنفيديا، من داخل الصين أن الولايات المتحدة ستسمح باستئناف مبيعات وحدات معالجة الرسوميات H20 المصممة خصيصًا للسوق الصينية. كما كشف حينها عن بنية معالج RTX Pro الجديد المخصص للمصانع الذكية واللوجستيات في الصين.

لكن حظوظ نفيديا تغيرت جذريًا في أغسطس، عندما بدأت السلطات التنظيمية الصينية بإجبار الشركات التقنية على وقف مشتريات رقائق H20 من نفيديا في انتظار مراجعة الأمن القومي. الآن امتد المنع ليشمل رقاقة RTX Pro 6000D، مما يجعل الشركة غير قادرة على بيع أي منتجات للعملاء الصينيين.

اتهامات مكافحة الاحتكار

أعلنت السلطات التنظيمية الصينية يوم الاثنين، أن نفيديا انتهكت قانون مكافحة الاحتكار في البلاد، وفقًا لتحقيق أولي، مضيفة أنها ستواصل تحقيقاتها. هذا الإعلان جاء بعد أن منعت إدارة الفضاء السيبراني الصينية كبرى الشركات التقنية مثل بايت دانس (الشركة الأم لتيك توك) وعلي بابا من شراء واختبار رقائق نفيديا.

نمو الثقة في القدرات المحلية

تشير التقارير إلى أن المنظمين الصينيين منعوا الوصول إلى رقائق نفيديا بعد استدعاء صانعي الرقائق المحليين، والتوصل إلى أن أداءهم أصبح مماثلاً لمنتجات الشركة الأمريكية المصممة للسوق الصينية. كما تسعى الشركات المحلية لمضاعفة إجمالي إنتاج البلاد من معالجات الذكاء الاصطناعي ثلاث مرات العام القادم.

ثقة حكومبة توافقت مع إعلان شركة هواوي يوم الخميس عن بنية حوسبة ذكاء اصطناعي جديدة باستخدام رقائقها الداخلية Ascend، مدعية أنها ستكون “الأقوى في العالم”. وجدت شركة الأبحاث SemiAnalysis في أبريل أن نظام CloudMatrix الجديد من هواوي تفوق على نظام نفيديا في بعض المقاييس رغم أن كل رقاقة Ascend تحقق ثلث أداء معالج نفيديا فقط.

استراتيجية تفاوضية أم اكتفاء ذاتي؟

يرى المحللون أن الخطوة الصينية قد تكون تكتيكًا تفاوضيًا، كجزء من مجموعة أوسع من النقاشات التي تشمل موضوعات أخرى مثل التعريفات الجمركية. تقول ريفا جوجون من مجموعة روديوم: “بكين قد تسعى لخلق فرصة للتفاوض على الوصول لوحدات معالجة رسوميات أكثر تقدمًا” من خلال رفض رقاقتي H20 وRTX Pro.

أشارت الولايات المتحدة إلى إمكانية السماح برقائق نفيديا أكثر تقدمًا من H20 في السوق الصينية. هذا التطور يأتي عكس اتجاه ضوابط التصدير على الرقائق المتقدمة التي كانت تشدد تدريجيًا تحت إدارة جو بايدن.

التحديات المستقبلية

رغم تقدم النظام البيئي للذكاء الاصطناعي الصيني، يبقى المحللون متشككين حول قدرة الصين على قطع اعتمادها على رقائق نفيديا بالكامل. يقول راي وانغ من مجموعة Futurum: “أعتقد أنه من المضلل الاقتراح بأن البلاد يمكنها تطوير الذكاء الاصطناعي بالمستوى الحالي اعتمادًا على البدائل المحلية فقط ودون العروض المنهجية لنفيديا.”

هذه التطورات تعكس تصاعد الحرب التجارية التقنية بين القوتين العظميين، حيث تسعى كل منهما لتأمين مصالحها في سوق الذكاء الاصطناعي الاستراتيجي.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

اليوم العالمي للرياضة الجامعية.. عقول وأجسام للمستقبل

المقالة التالية

“إثراء” يحتفل باليوم الوطني 95 بـ 40 فعالية