تخضع لعبة “روبلوكس” في الآونة الأخيرة لموجة تدقيق عالمية واسعة، بعد ارتباط اسمها بعدة وقائع مقلقة أثارت جدلًا حول مدى أمانها للفئات العمرية الصغيرة، وهو ما دفع عددًا من الدول إلى اتخاذ قرار حظرها حمايةً للأطفال من مخاطر التحرش والمحتوى غير الملائم، كان آخرها دولة قطر. وفي خضم هذه النقاشات، يبرز تساؤل عن مدى احتمالية إقدام المملكة على خطوة مماثلة.
في هذا السياق، قال الدكتور عبد الرحمن المطرف، أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، إن الحظر قد يكون إجراءً وقائيًا مهمًا، لكنه لا يمثل الحل النهائي، بل يجب التفكير في الخطوات التي ستعقب الحظر وتقديم بدائل آمنة للمجتمع السعودي. وأضاف المطرف خلال استضافته في قناة “الإخبارية”، “نعم قد يحدث أمر ما في أي مكان بالعالم، وحتى عندنا، فنلجأ إلى الحظر باعتباره إجراءً وقائيًا جيدًا، لكن السؤال الأهم: ماذا بعد الحظر؟ وما هي البدائل التي يجب أن نقدمها لحماية المجتمع من مثل هذه الظواهر والآثار؟”
هل تقترب المملكة من حظر لعبة “روبلوكس”؟#نشرة_النهار | #الإخبارية pic.twitter.com/ROeJEM2q2d
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 23, 2025
وأشار المطرف إلى التجربة الصينية التي منعت مجتمعها من استخدام أي برنامج أو تطبيق خارجي، مؤكدًا أن ذلك لم يضر بالصين، بل على العكس ساعدها على تحقيق طفرة هائلة في التصنيع والاقتصاد والمعرفة، بل وأنتجت تطبيقاتها وبرمجياتها الخاصة. وتابع: “علينا أن ننظر إلى هذا الأمر بإنصاف وعدل. فمجرد إيقاف تطبيق ما لا يعني نهاية المشكلة، لأن الناس سيلجؤون مباشرة إلى بدائل أخرى، بعضها قد يكون أكثر خطورة. ويبقى السؤال الحقيقي هو: ما هي الحلول المجتمعية والبدائل التي توفر بيئة استخدام آمنة للتقنية؟”.
وأوضح المطرف أن المملكة أطلقت بالفعل مبادرات لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، مضيفًا ردًا على سؤال حول مدى حاجة المملكة إلى مركز متخصص لمراقبة تلك الألعاب: “لدينا بالفعل مركز وطني يعنى بقضايا المحتوى الرقمي، ولا يقتصر دوره على الألعاب فقط، بل يشمل كافة أشكال المحتوى على اختلاف الفئات العمرية.”
كيف يُستهدف الأطفال في لعبة “روبلوكس”؟#نشرة_النهار | #الإخبارية pic.twitter.com/eEsKsHFaR0
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 23, 2025
وانتقد المطرف واقع الألعاب المفتوحة مثل “روبلوكس” التي تمنح اللاعبين حرية تشكيل فضاء اللعبة، قائلاً: “المفترض أن الفئة العمرية المستهدفة تتراوح بين 8 و18 عامًا، لكن الواقع مختلف تمامًا. هناك أطفال في عمر سنتين أو ثلاث سنوات يدخلون اللعبة دون رقابة، كما أن هناك بالغين فوق الثلاثين والأربعين عامًا يتواجدون داخلها. وقد سجلت بلاغات عديدة حول العالم عن تحرش بالغين بأطفال قاصرين.”
واختتم حديثه قائلًا: “ما أتمناه أن ينظر المسؤولون إلى هذه القضية بعمق، ليس فقط من زاوية المنع كما حدث في دول أخرى، بل من زاوية البحث عن بدائل وحلول عملية، وتقييم ما إذا كان الحظر وحده كافيًا، أم أن هناك وسائل وقاية إضافية يجب اعتمادها”.
اقرأ أيضًا:
بعد حظرها في دول عربية.. معلومات وأرقام حول لعبة “روبلوكس”
لا تفعل شيئًا لمدة 90 دقيقة.. مسابقة غريبة في كوريا الجنوبية
أكثر شركات الألعاب الإلكترونية قيمة سوقية 2024