logo alelm
لعبة Polybius.. حل لغز اللعنة الإلكترونية المخيفة

تمثّل لعبة Polybius اللغز الأكبر والأكثر إثارة للجدل في تاريخ الألعاب الإلكترونية، فهي حكاية غامضة عن آلة ظهرت لفترة وجيزة ثم اختفت، تاركة وراءها قصصًا عن تأثيرات نفسية عميقة ومراقبة حكومية غامضة.

وتجمع هذه الأسطورة، التي صمدت لعقود في ذاكرة مجتمع اللاعبين، بين الخيال العلمي ونظريات المؤامرة والخوف من التقنيات الجديدة، لتنسج قصة فريدة عن لعبة قيل إنها كانت تجربة للتحكم في العقول، رغم عدم وجود أي دليل مادي على أنها وجدت بالفعل.

وترسخت هذه الحكاية في الثقافة الشعبية في بعض الدول لدرجة أنها أصبحت رمزًا للأساطير الحضرية في العصر الرقمي، حيث يتداخل فيها الواقع بالخيال، وتستمر في إثارة فضول الباحثين واللاعبين على حد سواء، الذين يحاولون فك شفرة واحدة من أكثر القصص غموضًا في عالم الترفيه الإلكتروني، وهي قصة لعبة Polybius.

أصل أسطورة لعبة Polybius والرجال ذوي البذلات السوداء

بدأت أسطورة لعبة Polybius في الظهور على الإنترنت حوالي عام 2000، من خلال منشورات على منتديات متخصصة في ألعاب الأركيد القديمة.

يذكر أن لعبة الآركيد أو لعبة الصالة هي نوع من ألعاب الفيديو أو الألعاب الأخرى التي تعمل بالعملات المعدنية وتوجد عادة في الأماكن العامة مثل صالات الألعاب والمطاعم ومراكز التسوق.

ووفقًا للرواية، ظهرت آلة أركيد غامضة تحمل اسم “Polybius” في عدد محدود من صالات الألعاب بمدينة بورتلاند في ولاية أوريغون الأمريكية عام 1981، وتميزت الآلة بتصميمها البسيط الخالي من أي رسومات، حيث كانت مجرد خزانة سوداء اللون تحمل اسم اللعبة فقط.

وتروي الأسطورة أن اللعبة كانت ذات شعبية هائلة وتسببت في إدمان اللاعبين، حيث كانت تتشكل طوابير طويلة للعبها، لكن سرعان ما بدأت تظهر على اللاعبين أعراض غريبة ومقلقة، مثل فقدان الذاكرة، والأرق، والكوابيس، والإجهاد النفسي، والهلوسة السمعية والبصرية، بل ووصل الأمر في بعض الروايات إلى حد الانتحار.

وما زاد من غموض لعبة Polybius هو الحديث عن رجال يرتدون بذلات سوداء كانوا يترددون على صالات الألعاب ليس لجمع النقود من الآلات، بل لاستخراج بيانات منها، مما أثار شائعات بأن اللعبة كانت أداة لتجربة حكومية سرية، ربما تابعة لوكالة المخابرات المركزية، بهدف دراسة التأثيرات النفسية للألعاب على عقول الشباب.

وزاد من حبكة الأسطورة اسم الشركة المبرمجة المزعومة للعبة، وهو “Sinneslöschen”، وهو مصطلح ألماني يمكن ترجمته بشكل تقريبي إلى “حذف الحواس” أو “محو الإدراك”، وهو اسم ساهم في ترسيخ الصورة الشريرة للعبة في أذهان المتابعين.

الحقيقة وراء لعبة Polybius وجهود إعادة إحيائها

على الرغم من قوة وانتشار أسطورة لعبة Polybius، يؤكد المؤرخون والخبراء في مجال الألعاب الإلكترونية عدم وجود أي دليل مادي ملموس يثبت وجودها الفعلي في عام 1981، فلم يتم العثور على أي آلة أركيد أصلية، أو نسخة من برمجيات اللعبة، أو حتى صور فوتوغرافية موثوقة من تلك الفترة.

ووصفت العديد من المصادر، مثل موقع “Snopes” لتقصي الحقائق، قصة اللعبة بأنها نسخة حديثة من الشائعات التي كانت منتشرة في الثمانينيات حول “الرجال ذوي البذلات السوداء” الذين يراقبون صالات الألعاب.

ويعتقد الخبراء أن أسطورة لعبة Polybius هي على الأرجح مزيج مركب من عدة قصص حقيقية تم تضخيمها مع مرور الوقت.

ومن أبرز النظريات أنها مستوحاة من لعبة الأركيد الشهيرة “Tempest” التي صدرت عام 1981، حيث اشتكى بعض اللاعبين حينها من أنها تسبب الدوار والغثيان والصرع الحساس للضوء بسبب رسوماتها المجردة وسريعة الحركة.

كما أن هناك واقعة حقيقية موثقة عن إصابة لاعبين بوعكة صحية في نفس اليوم بإحدى صالات الألعاب في بورتلاند عام 1981، وهو ما قد يكون قد تم دمجه مع القصص الأخرى لتكوين الأسطورة الكاملة.

وألهمت هذه الأسطورة العديد من المطورين المعاصرين لمحاولة إعادة إحياء لعبة Polybius وتخيل شكلها، ولعل أبرز هذه المحاولات هي اللعبة التي أصدرها المطور البريطاني جيف مينتر وشركة “Llamasoft” في عام 2017 لأجهزة بلاي ستيشن 4 والكمبيوتر الشخصي، والتي قدمت تجربة بصرية وصوتية سريعة ومجردة، تحاكي التأثيرات النفسية المزعومة للعبة الأصلية.

كما ظهرت لعبة Polybius كمرجع ثقافي في العديد من الأعمال الفنية، مثل مسلسل “عائلة سيمبسون” الشهير، مما ساهم في ترسيخ مكانتها كأسطورة خالدة في عالم الألعاب.

وفي النهاية، يعود سبب بقاء هذه الأسطورة إلى كونها تلامس مخاوف عميقة لدى البشر حول تأثير التكنولوجيا الجديدة، والمراقبة الحكومية، وقدرة الوسائط الرقمية على التلاعب بالعقل البشري.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

بعد إعلان خطوبتهما.. أبرز المحطات في علاقة جورجينا وكريستيانو

المقالة التالية

الولايات المتحدة والصين تمددان الهدنة التجارية لمدة 90 يومًا