تعرضت خدمات شركة “OpenAI” الرئيسية، لعطل عالمي واسع النطاق أوقفت روبوت المحادثة الشهير “ChatGPT” عن العمل لساعات اليوم الثلاثاء، مما أثّر على ملايين المستخدمين حول العالم الذين يعتمدون على المنصة أسبوعيًا في مهامهم المختلفة.
وبدأت المشاكل الفنية في الظهور حوالي الساعة 9 صباحًا بتوقيت بريطانيا الصيفي (الثالثة صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة والثانية ظهرًا في مصر)، حيث واجه المستخدمون معدلات خطأ مرتفعة وتأخيرًا كبيرًا في الاستجابات، إلى جانب رسائل خلل مثل “حدث خطأ في الشبكة” أو “خطأ في تدفق الرسائل” لأصحاب الحسابات المدفوعة. وسرعان ما ضجت منصات التواصل الاجتماعي بالشكاوى والاستفسارات، فيما سجلت منصة “داون ديتيكتور” قفزة هائلة في بلاغات الأعطال، تجاوزت 1400 بلاغ في المملكة المتحدة و1000 في الولايات المتحدة.
من جانبها، أقرت شركة “OpenAI“، المطورة للخدمة، بوجود المشكلة عبر صفحة حالة الخدمة الخاصة بها، مؤكدة أنها “تواصل التحقيق” في أسباب “معدلات الخطأ المرتفعة وزمن الوصول المرتفع”. واللافت أن الإعلان عن العطل تأخر على حساب الشركة الرسمي في منصة “إكس”، الذي كان قد نشر مؤخرًا تحديثات حول ميزة “الصوت المتقدم” الجديدة. وبحسب بيان الشركة، شمل الانقطاع العالمي خدمات شات جي بي تي، وواجهات برمجة التطبيقات (APIs)، وخدمة الفيديو “Sora”، فيما ظلت خدمة “Playground” المخصصة للمطورين هي الوحيدة التي تعمل بشكل طبيعي.
ولا يُعد هذا العطل هو الأول من نوعه الذي يضرب خدمات “OpenAI”. فقد شهدت المنصة توقفات سابقة، أبرزها عطل كبير في نفس الفترة تقريبًا من العام الماضي (يونيو 2024) عقب إتاحة نموذج “GPT-4o” للمستخدمين المجانيين، وواقعة أخرى في ديسمبر الماضي تزامنت مع دمج الخدمة في منظومة “Apple Intelligence”. كما تعرضت الشركة في نوفمبر 2023 لهجوم حرمان من الخدمة الموزع (DDoS)، يُعتقد أن قراصنة روس كانوا وراءه.
وتأتي هذه الاضطرابات الفنية لتزيد من حدة النقاش الدائر حول أداء “ChatGPT” على المدى الطويل، حيث أشار باحثون في بعض الأحيان إلى ملاحظتهم تراجعًا في قدرات النموذج بمرور الوقت، وهو ما يتناقض مع وعود الشركة بالتحسين المستمر. يُذكر أن صفحة حالة الخدمة كانت قد سجلت مشكلة أداء “متدهور” يوم أمس الاثنين، لكنها أُعلنت محلولة في غضون ساعة، مما يشير إلى أن عطل اليوم أكثر عمقًا وتعقيدًا.
