تتصاعد التكهنات حول مستقبل المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدت توترًا بينه وبين مدرب الفريق أرن سلوّت.
صلاح، الذي غاب عن قائمة الفريق لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا الثلاثاء الماضي، أثير حوله جدل بعد تصريحاته العلنية عقب تعادل فريقه 3-3 مع ليدز في الدوري الإنجليزي، حيث صرّح بأنه حُمّل مسؤولية الأداء الضعيف للفريق وأن علاقته بالمدرب قد انهارت.
الأندية السعودية تدخل المشهد
وسط هذه الأجواء، أعلن الرئيس التنفيذي للرابطة السعودية، عمر مغربل، أن عدة أندية سعودية تتابع صلاح عن كثب، قائلًا: «محمد صلاح مرحب به في الدوري السعودي، لكن الأندية هي المسؤولة عن التفاوض مع اللاعبين. بالتأكيد صلاح أحد أهدافها».
وليس اهتمام الأندية السعودية بصلاح جديدًا، فقد رفض ليفربول عرضًا من اتحاد جدة بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني في سبتمبر 2023، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول في الدوري بشكل رسمي عن اللاعب منذ الأزمة الأخيرة.
ويمتد الاهتمام السعودي الحالي إلى عدة أندية بارزة، بينها الهلال وNEOM والقادسية، التي تدرس جديًا إمكانية التعاقد مع صلاح في حال أصبح متاحًا في يناير المقبل.
وتلعب العلاقات الشخصية، مثل العلاقة الوثيقة بين صلاح ومدير الرياضة في الدوري مايكل إيمينالو، دورًا في احتمالية إتمام الصفقة، حيث يُنظر إلى صلاح كرمز محتمل للدوري السعودي بعد رحيل كريستيانو رونالدو المتوقع صيف 2027، مع إمكانية أن يصبح أحد الأعلى أجرًا في البطولة، إذ قد تصل أرباحه السنوية، بما فيها الرواتب والمكافآت، إلى نحو 175 مليون جنيه إسترليني.
من جانب آخر، تحرص الأندية على تقييم الأمر بحذر، خصوصًا مع عدم وضوح موقف ليفربول من تسهيل رحيله. النادي الإنجليزي، الذي لا يزال يعتبر صلاح جزءًا من خططه حتى صيف 2027، لم يبد أي استعداد للتنازل عن رسوم انتقاله، رغم أن العروض السابقة، مثل عرض الاتحاد في 2023، تم رفضها.
ومع ذلك، لا يشترك الجميع في الرؤية ذاتها، إذ وصف رئيس نادي الخلود بن هاربور صلاح بأنه «غير مناسب» واقترح أن يكون التعاقد مع فينيسيوس جونيور من ريال مدريد أفضل، مشيرًا إلى أن عمر صلاح (33 عامًا) وأداؤه الأخير في ليفربول قد لا يجعلانه الخيار الأمثل للياقة التنافسية للدوري السعودي.
تجربة صلاح في ليفربول
منذ انضمامه إلى ليفربول قادمًا من روما عام 2017، لعب صلاح دورًا محوريًا في تحقيق الفريق لقب الدوري الإنجليزي مرتين ودوري أبطال أوروبا 2019. هذا الموسم، رغم تسجيله خمسة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة في 19 مباراة، يواجه اللاعب انتقادات بشأن تراجع مستواه، فيما يحتل الفريق المركز العاشر في الدوري، بفارق ثلاث نقاط فقط عن المركز الرابع.
الأسطورة ستيفن جيرارد، قائد ليفربول السابق، وصف تصريحات صلاح الأخيرة بأنها «عاطفية ومتهورة بعض الشيء»، مقارنًا الموقف بتجربة لويس سواريز مع المدرب بريندان رودجرز عام 2013، حينما أراد المهاجم الرحيل عن الفريق لكنه عاد بعد موسم إضافي قبل انتقاله إلى برشلونة. وقال جيرارد: «نهاية المطاف، يحتاج ليفربول إلى صلاح عائدًا للعب بشكل جيد وتسجيل الأهداف لأنه أفضل هداف وسيساعد الفريق على التعافي».
احتمالات أخرى
بعيدًا عن السعودية، يُتابع ناديان في الدوري الأمريكي للمحترفين MLS، هما سان دييجو وشيكاجو فاير، موقف صلاح، خصوصًا مع امتلاك الأخير الموارد المالية لإتمام صفقة قياسية في حالة رغب اللاعب في الانتقال إلى أمريكا. وعلى الرغم من ذلك، تظل الفرص الأكثر وضوحًا حاليًا في السعودية، حيث ترى الأندية في صلاح لاعبًا يمكنه الحفاظ على جذب الجماهير العالمية بعد مرحلة رونالدو.








