يترقب عالم كرة القدم الإسبانية قرارًا قد يمثل نقطة تحول تاريخية، ويُنظر إليه كأمر غريب على عالم كرة القدم، حيث من المقرر أن يحسم الاتحاد الإسباني لكرة القدم، يوم غد الاثنين، مصير مقترح جريء يهدف لإقامة أول مباراة رسمية في تاريخ الدوري الإسباني “لا ليغا” على الأراضي الأمريكية.
ويتعلق المقترح بمواجهة نادي برشلونة ونادي فياريال، والمزمع إقامتها في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، وهو شيء غير معتاد، حيث أن منافسات الدوري الإسباني وكل دوريات العالم لا تقام إلا داخل أراضي الدولة، وأي استثناء يخالف ذلك عادة ما يكون بسبب ظروف قهرية، وهو أمر غير موجود في هذه الحالة.
ويستهدف الطلب، الذي تقوده رابطة الدوري الإسباني “لا ليغا”، إقامة مباراة الجولة السابعة عشرة من موسم 2025-2026 بين الفريقين على ملعب “هارد روك ستاديوم” في ميامي، وذلك بتاريخ 20 ديسمبر المقبل.
ويأتي هذا التوجه بعد سنوات من التخطيط والمحاولات من قبل رئيس الرابطة، خافيير تيباس، الذي لم يخفِ طموحه بتوسيع النطاق العالمي للدوري عبر تنظيم مباريات رسمية في أسواق استراتيجية.
ويحظى هذا المقترح بدعم كبير من الأطراف المعنية، وعلى رأسها رئيس نادي برشلونة، خوان لابورتا، الذي وصف الخطوة في تصريحات سابقة بأنها “شرف كبير”، مؤكدًا أن النادي يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة في الولايات المتحدة، كما أن المباراة ستقام من حيث المبدأ على أرض فياريال في ملعب “لا سيراميكا”، مما يعني أن برشلونة لن يتأثر من ناحية إيرادات ملعبه كامب نو.
ورغم هذا التأييد، يظل تنفيذ الفكرة معقدًا ويتطلب سلسلة من الموافقات الرسمية؛ فبعد قرار الاتحاد الإسباني، يجب تقديم الطلب إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي بدوره سيحتاج إلى موافقة اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي واتحاد كرة القدم في الولايات المتحدة، كما يجب إبلاغ الاتحاد الدولي لكرة القدم بالإجراءات، وإن كان لا يتطلب موافقته المباشرة طالما تم اتباع القنوات الرسمية.
وتأتي هذه المحاولة الجديدة بعد فشل خطة مماثلة في موسم 2018-2019 لإقامة مباراة جيرونا وبرشلونة في ميامي، والتي واجهت معارضة من الاتحاد الإسباني ورابطة اللاعبين المحترفين، إلا أن المفاوضات هذه المرة تبدو في مسار أكثر إيجابية، وتبقى موافقة رابطة اللاعبين برئاسة ديفيد أجانزو هي إحدى العقبات المحتملة الأخيرة.