فاز العالم السعودي عمر بن يونس ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، في إنجاز تاريخي للسعودية والعالم العربي، وذلك مناصفة مع الياباني سوسومو كيتاغاوا، والأسترالي ريتشارد روبسون.
وأعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، اليوم الأربعاء، أن جائزة نوبل مُنحت للعلماء الثلاثة تقديرًا لجهودهم التأسيسية في تصميم وتطوير “الأطر المعدنية العضوية”، وهي فئة ثورية من المواد فائقة المسامية يُتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في مواجهة التحديات البيئية والطاقوية العالمية.
يعد البروفيسور عمر بن يونس ياغي أحد أبرز رواد الكيمياء في العالم، حيث تمحورت أبحاثه حول تصميم مواد جديدة على المستوى الجزيئي.
وأثمرت جهوده عن ابتكار الأطر المعدنية العضوية، وهي هياكل بلورية تتكون من أيونات معدنية مرتبطة بجزيئات عضوية، لتشكل بنية ثلاثية الأبعاد ذات مسامات واسعة جدًا يمكنها احتجاز وتخزين وإطلاق جزيئات أخرى بدقة متناهية.
وتفتح هذه الخاصية الباب أمام تطبيقات غير مسبوقة، مثل استخلاص الماء من الهواء حتى في أكثر المناطق جفافًا، وتخزين وقود الهيدروجين النظيف بكفاءة عالية، واحتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون من المصانع ومحطات الطاقة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأكدت الأكاديمية السويدية في بيانها أن اكتشافات العلماء الثلاثة أحدثت نقلة نوعية في علوم المواد والكيمياء التركيبية، وفتحت آفاقًا واسعة لم تكن ممكنة من قبل.
ويأتي هذا التتويج العالمي للعالم عمر بن يونس بعد فوزه بجائزة “نوابغ العرب” عن فئة العلوم الطبيعية في ديسمبر 2024، تقديرًا لإسهاماته في مجال “الكيمياء الشبكية”، وهو ما يؤكد على المكانة المرموقة التي وصل إليها في الأوساط العلمية الدولية.
ويمثل فوز عمر بن يونس إنجازًا عربيًا فريدًا، حيث يُصبح ثاني عالم عربي يحصل على جائزة نوبل في الكيمياء بعد العالم المصري الراحل أحمد زويل، الذي نالها عام 1999 عن اكتشافه “كيمياء الفيمتو”.
وأحدثت أبحاث زويل ثورة في فهم التفاعلات الكيميائية على المستوى الزمني فائق القصر، وكرّس حياته لخدمة العلم وتأسيس بنية تحتية للبحث العلمي المتقدم في مصر من خلال “مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا”.