يونيو ٢٩, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
ثلاث سنوات من البحث.. ولم يجد العالم إجابة: من أين جاء كوفيد-19؟

لم يحدث من قبل أن اجتمعت نخبة علمية عالمية، بدعم من منظمة الصحة العالمية، لسبر أغوار كارثة صحية هزّت العالم كما فعلت جائحة «كوفيد-19»، ثم خرجت بعد ثلاث سنوات دون إجابة.

أمام الصحفيين في جنيف، وقفت العالمة الجنوب أفريقية ماريتجي فنتر، رئيسة مجموعة الخبراء التابعة لمنظمة الصحة العالمية، لتعلن النتيجة النهائية التي طال انتظارها: «لا نملك دليلًا قاطعًا على منشأ فيروس كوفيد-19». ومع ذلك، قالت إن «غالبية البيانات العلمية المتوفرة تشير إلى انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر»، في إشارة إلى فرضية السوق الحيواني في ووهان.

هذه الخلاصة تعيد التذكير بما توصل إليه فريق التحقيق الأول في عام 2021، حين رجّح العلماء أن يكون الفيروس قد انتقل من الخفافيش إلى البشر عبر حيوان وسيط لم يُحدَّد بعد. حينها، وصفت المنظمة فرضية «تسرّب الفيروس من مختبر» بأنها «غير مرجحة للغاية».

لماذا تعذّر الحسم؟

السبب لم يكن نقصًا في العزيمة العلمية، بل في شحّ البيانات. تقول فنتر إن الفريق واجه عراقيل متكررة في الحصول على المعلومات الأساسية من الحكومة الصينية، رغم الطلبات المتكررة للحصول على سلاسل جينية مفصلة وبيانات تتعلق بإجراءات الأمان البيولوجي في المختبرات.

وتضيف: «لهذا السبب، لم نتمكن من التحقق من فرضية التسرّب المخبري أو نفيها. لقد ظلت افتراضًا دون دعم علمي كافٍ، وغالبًا ما ارتبطت باعتبارات سياسية لا بأدلة ملموسة».

وكان لافتًا أن أحد أعضاء اللجنة استقال قبل صدور التقرير النهائي، فيما طلب ثلاثة آخرون حذف أسمائهم منه، في إشارة إلى حجم التوتر داخل الفريق العلمي.

بينما لم يجد الفريق أي مؤشرات على أن الفيروس كان ينتشر خارج الصين قبل ديسمبر 2019. كما لم تظهر أي أدلة تثبت تعرض الفيروس لتعديلات وراثية في المختبر، مما يقلل من مصداقية نظريات المؤامرة المنتشرة.

هل تعرقل الصين التحقيق؟

في تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس العام الماضي، تبيّن أن الصين جمّدت كافة المبادرات المحلية والدولية الهادفة إلى تعقّب أصل الفيروس منذ الأسابيع الأولى لتفشيه في أوائل 2020. كما أظهرت الوثائق أن منظمة الصحة العالمية نفسها فوّتت فرصًا مبكرة لبدء تحقيق ميداني مستقل.

وتبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبكرًا نظرية التسرّب المخبري، وحمّل الصين مسؤولية تفشي الفيروس، لكن أجهزة الاستخبارات الأميركية لم تجد أدلة كافية لإثبات هذه الفرضية. في المقابل، تواصل بكين نفي أي صلة للمختبرات الصينية بالجائحة، وتطالب بتوسيع التحقيق ليشمل دولًا أخرى.

وفي سبتمبر الماضي، حدّد فريق من الباحثين عددًا من الحيوانات البرية التي يُحتمل أنها نقلت الفيروس إلى البشر، مثل كلاب الراكون والزبّاد وجرذان الخيزران. لكن غياب الوصول إلى بيانات ووهان المبكرة يجعل إثبات هذه الفرضيات أمرًا صعبًا.

وتُقرّ فنتر، في ختام التقرير، بأن مصير هذا التحقيق العلمي قد يكون التوقف عند اللايقين، إلى أن تظهر بيانات جديدة. «حتى يتوفر المزيد من الأدلة العلمية، ستظل كيفية دخول الفيروس إلى البشر أمرًا غير محسوم»، تقول بصراحة مقلقة.

بالنسبة لمدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، فإن معرفة أصل الفيروس ليست مجرد مسألة علمية، بل «واجب أخلاقي». فالجائحة أودت بحياة ما لا يقل عن 20 مليون إنسان، وتسببت بخسائر تُقدّر بعشرة تريليونات دولار، وضربت أنماط الحياة والاقتصاد والتعليم حول العالم.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

فتح باب القبول بالكليات العسكرية السعودية لحملة الثانوية العامة 2025

المقالة التالية

موعد مباراة باريس سان جيرمان وإنتر ميامي والقنوات الناقلة والتشكيل المتوقع