يونيو ٢, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
لماذا تخطط ناسا لبناء أضخم تلسكوب راديوي على الجانب المظلم من القمر؟

يعمل علماء وكالة ناسا حاليًا على خطط لبناء تلسكوب راديوي ضخم داخل فوهة يبلغ عرضها نحو ميل تقريبًا على “الجانب المظلم” من القمر.

إذا تمت الموافقة على المشروع، فقد يبدأ بناؤه في ثلاثينيات هذا القرن، وتقدر تكلفته بأكثر من ملياري دولار بحسب ما صرح به العلماء لموقع Live Science.

يهدف العلماء إلى بناء طبق تلسكوب فريد من نوعه يُعرف باسم “تلسكوب الحفرة القمرية الراديوي” (LCRT)، للمساعدة في حل بعض أكبر ألغاز الكون، وأيضًا بسبب القلق المتزايد من مستويات الإشعاع غير المرئية المتسربة من مجموعات الأقمار الصناعية التجارية، مثل أقمار Starlink، والتي قد تعيق قريبًا علم الفلك الراديوي الأرضي.

سيُبنى التلسكوب بالكامل بواسطة روبوتات، ويتكون من شبكة ضخمة من الأسلاك المعدنية المعلقة داخل فوهة على الجانب البعيد من القمر، على غرار تلسكوب أريسيبو المنهار في بورتو ريكو أو تلسكوب FAST الصيني، حيث توفر الفوهة حماية من إشارات الأقمار الصناعية والتداخلات الإشعاعية القادمة من الشمس والغلاف الجوي للأرض.

يُشرف على المشروع فريق من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وقد بدأ المشروع في عام 2020 وحصل على تمويل أولي بقيمة 125 ألف دولار، ثم تمويل إضافي بقيمة 500 ألف دولار في المرحلة الثانية، ويجري حاليًا بناء نموذج مصغر بنسبة 1:200 لاختباره في مرصد أوينز فالي الراديوي بكاليفورنيا.

تشمل الخطط الحالية للطبق عاكسًا شبكيًا بعرض 350 مترًا، وهو أكبر من تلسكوب أريسيبو لكنه أصغر من FAST. وقد اختار الباحثون بالفعل فوهة مفضلة في النصف الشمالي للقمر، لكنهم لم يكشفوا عن موقعها تحديدًا.

ويعود طرح فكرة تلسكوب راديوي على القمر إلى عام 1984، لكن التحديات التقنية حالت دون تنفيذها حتى الآن.

تشير التقديرات الأخيرة إلى أن تكلفة بناء LCRT قد تصل إلى 2.6 مليار دولار، ما قد يشكل عقبة أمام التنفيذ في ظل خفض ميزانية ناسا.

تزايد عدد الأقمار الصناعية حول الأرض يهدد علم الفلك الراديوي بسبب التداخلات الإشعاعية، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان القدرة على رصد بعض أطوال الموجات الراديوية من الأرض.

وجود تلسكوب محمي على القمر قد يسمح باستمرار هذا النوع من الأبحاث حتى في أسوأ السيناريوهات، رغم أن تلسكوبًا واحدًا لن يعوض بالكامل عن المراصد الأرضية.

سيسمح LCRT أيضًا برصد موجات راديوية طويلة جدًا (أطوال موجية أكبر من 10 أمتار)، وهي موجات لا يمكن دراستها من الأرض بسبب امتصاص الغلاف الجوي لها، لكنها ضرورية لدراسة بدايات الكون وفترة “العصور المظلمة الكونية”. هذه المرحلة مهمة لفهم المادة المظلمة والطاقة المظلمة وتضخم الكون.

إذا تمت الموافقة على المشروع، فسيشكل إنجازًا علميًا كبيرًا، رغم أنه لن يكون أول تلسكوب راديوي على سطح القمر؛ إذ سبق أن حملت مركبة “أوديسيوس” التابعة لشركة Intuitive Machines تلسكوبًا صغيرًا إلى الجانب القريب من القمر في فبراير 2024، لكنه التقط إشارات من الأرض فقط، مما يؤكد أهمية وجود التلسكوب على الجانب البعيد من القمر للحصول على بيانات علمية قيمة.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

يقلل خطر تفاقم سرطان الثدي بنسبة 35%.. علاج مناعي يبطئ تقدم المرض

المقالة التالية

بعد “مشاورات وطنية”.. حماس ترد على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار