إذا احتفظت بسمكة ذهبية في غرفة مظلمة لفترة كافية، فهل سيتحول جلدها إلى اللون الأبيض في النهاية؟.. يعدّ هذا السؤال بين أكثر الاستفسارات طلبًا التي تم رصدها على محركات بحث مشهورة لما يزيد عن عقد من الزمان.
تنص هذه النظرية على أنه إذا حرمت السمكة الذهبية من ضوء الشمس، فإن جلدها سيفقد التصبغ ويتحول إلى اللون الأبيض، فهل هذا حقيقي من المنظور العلمي؟
بحسب قسم علم الأسماك في متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة، إنه لا يوجد دليل على أن السمكة الذهبية ستفقد لونها عند حبسها في غرفة مظلمة.
وأوضح القسم الجامعي: “تحتوي الأسماك على طبقتين من الجلد، هما البشرة الخارجية والأدمة الداخلية، أو الكوريوم.
وأضاف: “يتأثر لون طبقات الجلد هذه بمزيج من العوامل الوراثية والأصباغ البيولوجية واللون الهيكلي والنظام الغذائي، وليس ضوء الشمس”.
وتابع: “تحصل الأسماك في المقام الأول على لونها عن طريق تناول الطعام الذي يحتوي على أصباغ بيولوجية تعرف باسم الكرومات الحيوية، والتي يتم بعد ذلك امتصاصها واستقلابها وترسيبها في خلايا جلدية متخصصة تُعرف باسم الكروماتوفورز”.
وواصل: “قد تؤثر أنواع مختلفة من الأصباغ على تلوين السمكة، مثل الميلانين المسؤول عن الألوان الداكنة مثل اللون البني والأصفر، بالإضافة إلى درجات اللون الرمادي الداكن والأسود، وفي الوقت نفسه، يمكن للكلوروفيل الموجود في الطحالب أن يخلق ألوانًا خضراء بينما تنتج الكاروتينات الموجودة في الفواكه والخضروات تصبغًا باللون الأزرق والأصفر والبرتقالي والأخضر والأحمر”.
وكاستجابة للتغيرات الهرمونية والجهاز العصبي أو الضغوطات البيئية، يمكن لبعض الأسماك التحكم في الكروماتوفور لتغيير ألوانها.
على سبيل المثال، عند وضع البيض، يغير سمك السلمون لونه لجذب شريك بينما يمكن لأسماك الشعاب المرجانية ذات الخطم المدبب أن يتغير لونها من الأبيض إلى البني المحمر استجابة للتغيرات البيئية .
بالإضافة إلى الكروماتوفور، يمكن لخلايا القزحية أيضًا أن تمنح السمكة لونها، وفقًا للمتحف الأسترالي .
في حين أن الكروماتوفورز توجد في طبقة الأدمة من الجلد وتحتوي على ألوان حقيقية، فإن القزحية تحتوي على بلورات جوانين عاكسة تعمل كمرايا لتعكس الضوء.
ومع أن عدد من العوامل قد تؤثر على لون سمكة ذهبية، إلا أنه لم يثبت أن نقص ضوء الشمس يحولها إلى اللون الأبيض.
علماء يكشفون عن سبب الرائحة الكريهة التي تفوح من الأسماك
