تكشف الصور التاريخية قصة صمود القمة الخليجية، التي بدأت في عام 1981 كتكتل أمني إقليمي واستمرت لتصبح منصة لقوة اقتصادية وسياسية عالمية مؤثرة.
وتمثل هذه اللقطات الفوتوغرافية للقادة في مواقع وزمن مختلفين سجلًا مرئيًا للأحداث الجيوسياسية التي شكلت مسار دول مجلس التعاون الخليجي، من التأسيس في ظل الحرب العراقية الإيرانية وصولًا إلى أجندة التحول الرقمي والتكامل الاقتصادي اليوم.
ويظهر التزام القادة بتنظيم هذه الاجتماعات السنوية، حتى في أصعب الظروف، مدى القيمة الاستراتيجية لهذه المنظمة الإقليمية.
سياق زمني مصور لمسيرة القمة الخليجية
تأسست القمم الخليجية المتتابعة في 25 مايو 1981 في أبوظبي، في وقت كانت فيه المنطقة تغلي بفعل الاضطرابات الإقليمية، مما جعل الهدف الأساسي من التأسيس أمنيًا بحتًا؛ وهو حماية البلاد المكونة للتكتل وتشكيل درع واقٍ ضد التهديدات الخارجية.

القمة الخليجية الأولى 1981، بأبو ظبي
وتمكنت القمم الأولى، التي ركزت على التنسيق العسكري والأمني، من تأسيس "قوة درع الجزيرة" في عام 1982 كأول ذراع عسكري مشترك، وتعزيز التعامل مع تداعيات الحرب العراقية الإيرانية وحماية ناقلات النفط.
أثبتت هذه الأزمة أن الأمن الخليجي "كلٌ لا يتجزأ"، ودفعت القادة نحو التوجه بجدية أكبر نحو التكامل الاقتصادي لضمان الاستقرار الشامل.

القمة الخليجية الثالثة 1984، الدوحة

القمة الخليجية الثامنة 1987، الرياض
ونجم عن هذا التوجه إعلان الاتحاد الجمركي في عام 2003، وهي نقلة نوعية حولت المنطقة إلى كتلة تجارية واحدة أمام العالم، كما أسفر عن إعلان السوق الخليجية المشتركة في عام 2008، التي منحت المواطن الخليجي مفهوم "المواطنة الاقتصادية" في التنقل والعمل والتملك.

القمة الخليجية الـ 12 عام 1991، الكويت

القمة الخليجية الـ 16 عام 1995، مسقط

القمة الخليجية 21 عام 2000، المنامة

القمة الخليجية 26 لعام 2005، أبو ظبي

القمة الخليجية 32 عام 2011، الرياض
القمة الخليجية الـ 16 عام 1995، مسقطوعلى الرغم من بروز التحديات الداخلية التي وصلت ذروتها في الأزمة الخليجية (2017)، فإن تلك الفترة لا تزال تبرز حرص الدول على استمرار انعقاد القمة الخليجية بشكل منتظم، مما أثبت مرونة المجلس وعدم انهياره.
وفي المقابل، مثلت قمة العلا في يناير 2021 نقطة تحول كبرى، حيث أعادت توحيد الصف الخليجي، وأسست لمرحلة جديدة قائمة على الواقعية السياسية والمصالح المشتركة.

القمة الخليجية 41 عام 2021، العلا
ويظهر التركيز الحالي، الذي سيقود إلى القمة 46 في البحرين عام 2025، اهتمامًا كبيرًا بملفات التكامل الاقتصادي لمرحلة ما بعد النفط، مثل مشروع السكك الحديدية (قطار الخليج) والتأشيرة السياحية الموحدة على غرار الشنغن، وهي مشاريع تعكس طموحًا نحو تسريع التكامل ومواجهة تحديات عالم يتكتل اقتصاديًا.

القمة الخليجية 45 عام 2024، الكويت
وختامًا، استطاعت القمة الخليجية أن تحافظ على استمراريتها لعقود، مما يجعلها المنظمة العربية الإقليمية الأكثر صمودًا وتطورًا.











