قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المبادرة الأمريكية الرامية إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا قد تشكّل قاعدة يمكن البناء عليها في أي تسوية مستقبلية، لكنه عاد ليؤكد أن موسكو مستعدة لفرض سيطرتها بالقوة على مناطق إضافية إذا لم تقدم كييف على الانسحاب من الأراضي التي تعتبرها روسيا موضع خلاف.
وخلال لقاء مع الصحفيين في العاصمة القيرغيزية بيشكيك، يوم الخميس، أوضح بوتين أن موسكو تتوقع وصول وفد أمريكي يقوده المبعوث الخاص ستيف ويتكوف مطلع الأسبوع المقبل، مشيرٍا إلى أن روسيا منفتحة على "محادثات جادة" بشأن مقترح واشنطن. ورغم ذلك، بدا أن احتمالات تحقيق تقدم ملموس لا تزال محدودة، إذ أعاد بوتين طرح شروطه الصارمة، مشددًا على أن العمليات العسكرية لن تتوقف إلا عندما تغادر القوات الأوكرانية ما وصفه بـ"الأراضي التي تسيطر عليها". وأضاف أن روسيا ستسعى لتحقيق هذا الهدف عسكرياً إذا امتنعت كييف عن الانسحاب.
وتسيطر روسيا حاليًا على قرابة خمس الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليًا، بما في ذلك معظم إقليم لوغانسك وأجزاء واسعة من دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا. وتصر موسكو على ضم هذه المناطق الأربع بشكل كامل، رغم أنها لم تتمكن من بسط السيطرة عليها بالكامل. وفي الأسابيع الأخيرة، أحرزت القوات الروسية تقدمًا محدوداً على الجبهات الشرقية، خصوصًا في محيط مدينة بوكروفسك. غير أن معهد دراسة الحرب في الولايات المتحدة أشار في تقرير نُشر الخميس إلى أن وتيرة هذا التقدم لا تعني أن موسكو على وشك تحقيق نصر حاسم، مؤكدًا أن السيطرة الكاملة على دونيتسك ليست أمرًا وشيكًا.
كما أن المناطق التي تطالب روسيا بضمها تضم شبكة من البلدات والمدن المحصنة التي تمثل خط دفاع أساسيًا بالنسبة لأوكرانيا، وقد شددت كييف وشركاؤها الأوروبيون على أن أي تنازل عن السيادة الإقليمية غير قابل للنقاش. وشكّلت تصريحات بوتين الأخيرة إشارة واضحة إلى أن موسكو غير مستعدة لتغيير موقفها، رغم حديث مسؤولين أمريكيين، بمن فيهم دونالد ترامب، عن "تقدم كبير" في المسار الدبلوماسي الرامي لإنهاء الحرب.
وكان مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون قد رفضوا بشدة النسخة الأولى من خطة السلام الأمريكية المؤلفة من 28 بندًا، والتي شاركت روسيا في صياغتها قبل تعديلها لاحقًا. وقد تضمنت المسودة الأولية بنودًا تصب في مصلحة موسكو، من بينها تقليص القدرات العسكرية الأوكرانية وحرمان كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال بوتين الخميس إنه ينتظر وصول ويتكوف إلى موسكو لاستكمال النقاش حول النسخة الجديدة من المقترح، من دون أن تكون تفاصيلها النهائية معلنة بعد. وأشار إلى أنه اطّلع على ما يدور في الكواليس وأن المبادرة قد تشكل نقطة انطلاق لاتفاق محتمل. وختم بالقول إنه من المبكر الحديث عن نتائج نهائية أو شكل الاتفاق المرتقب، معتبرًا أن ذلك سيكون "غير لائق" قبل انتهاء المشاورات.
