تجد أوكرانيا نفسها تحت ضغوط متزايدة بعد تداول تقارير إعلامية تفيد بأن الولايات المتحدة وروسيا قد وضعتا سرًا خطة سلام محتملة لإنهاء الحرب، والتي قد تفرض تنازلات إقليمية وعسكرية كبيرة على كييف.
جاءت هذه التطورات بالتزامن مع زيارة مسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى إلى أوكرانيا يوم الخميس في "مهمة لتقصي الحقائق لمناقشة جهود إنهاء الحرب" مع المسؤولين الأوكرانيين.
استندت التقارير، التي نُشرت أولًا عبر "Axios" وتبعتها وكالات إخبارية أخرى، إلى أن الخطة المزعومة والمكونة من 28 نقطة قد صيغت دون إشراك كييف.
ماذا نعرف عن خطة السلام السرية لأوكرانيا؟
أشارت هذه الخطة إلى مقترحات تطالب أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ في منطقة دونباس الشرقية، إضافة إلى التخلي عن فئات معينة من الأسلحة وتقليص حجم قواتها المسلحة بنسبة 50%، كما ذهبت إحدى الروايات إلى حد اقتراح أن روسيا قد تسيطر على دونباس مقابل دفع "إيجار" للأرض، مع احتفاظ أوكرانيا بالملكية القانونية.
نفت روسيا وجود أي "ابتكارات بشأن مقترحات سلام محتملة" منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في أغسطس.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن هناك مقترحات جديدة قيد الإعداد، مشيرًا أن "إنهاء حرب معقدة ومميتة يتطلب تبادلًا واسعًا لأفكار جادة وواقعية". كما أضاف أن تحقيق سلام دائم يتطلب موافقة الطرفين على "تنازلات صعبة ولكنها ضرورية".
وفي كييف، أفاد مسؤول أوكراني رفيع لوكالة "رويترز" بأن أوكرانيا تلقت "إشارات" حول مجموعة من المقترحات الأمريكية، لكنه شدد على أن كييف لم تشارك في إعدادها.
بينما لم يعلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنًا على خطة الـ 28 نقطة، أكد في وقت سابق أن الرئيس ترامب والولايات المتحدة فقط يملكان "القوة الكافية لإنهاء هذه الحرب"؟
وأعرب دبلوماسيون أوروبيون عن استيائهم من التقارير، حيث أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاجا كالاس، أن أي خطة لكي تنجح "تحتاج إلى أن يكون الأوكرانيون والأوروبيون جزءًا منها".
وحذرت تحليلات معهد دراسة الحرب (ISW) من أن الخطة المزعومة، إذا صحت، سترقى إلى مستوى "الاستسلام الكامل لأوكرانيا".
وأوضح المحللون أن الخطة "ستحرم أوكرانيا من مواقع وقدرات دفاعية حاسمة" ، وتُظهر أن المطالب الإقليمية الروسية القصوى لم تتغير منذ بداية الغزو.
