أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توقيعه على مشروع قانون يُلزم وزارة العدل بالإفراج عن جميع الملفات الحكومية المتعلقة بالتحقيقات في قضية المستثمر الراحل جيفري إبستين، الذي ارتبط اسمه بعدد من القضايا الجدلية والجرائم الجنسية في الولايات المتحدة .
نشر ملفات إبستين
ووفقًا لتقرير "BBC" ينص مشروع القانون على أن يتم الإفراج عن هذه المعلومات خلال 30 يومًا، مع الإبقاء على حق حجب بعض الوثائق إذا كانت مرتبطة بتحقيقات جارية أو تُعتبر انتهاكًا للخصوصية الشخصية. وبذلك يكون ترامب، قد تراجع عن موقفه الرافض لنشر الملفات الحكومية المتعلقة بجيفري إبستين، بعد ضغوط من ضحايا إبستين وأعضاء من حزبه الجمهوري.
وبدعمه للتشريع، أقرّ الكونغرس بأغلبية ساحقة مشروع القانون في وقت سابق من هذا الأسبوع. ويأتي هذا التراجع بعد أن كان ترامب يصف ضرورة نشر الوثائق مؤخرًا بأنها "خدعة ديمقراطية" تهدف إلى صرف الانتباه عن أعمال حزبه، وهو موقف يختلف عن موقفه قبل انتخابات 2024، قائلاً إنه قد يُكشف قريبًا عن "حقيقة هؤلاء الديمقراطيين وارتباطاتهم بإبستين".
ورغم أن إصدار الملفات لم يكن يتطلب موافقة الكونغرس، فقد أظهر المشرعون دعمًا واسعًا للتشريع، حيث أقرّ مجلس النواب بأغلبية 427 صوتًا مقابل واحد، فيما وافق مجلس الشيوخ بالإجماع فور وصول مشروع القانون، قبل إرساله إلى ترامب للتوقيع.
ما هي ملفات إبستين المتوقع نشرها ؟
تشمل الملفات التي ستُنشر بموجب القانون الجديد وثائق التحقيقات الجنائية المتعلقة بالمستثمر الراحل جيفري إبستين، مثل محاضر مقابلات الضحايا والشهود، ومضبوطات من مداهمات ممتلكاته، بالإضافة إلى اتصالات داخلية لوزارة العدل، وسجلات الرحلات الجوية، ومعلومات عن أشخاص وكيانات مرتبطة بإبستين.
وتختلف هذه الملفات عن أكثر من 20 ألف صفحة من الوثائق المتعلقة بملكية إبستين التي أصدرها الكونغرس الأسبوع الماضي، والتي تضمنت بعض الوثائق التي تشير إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مباشر.
تضمنت الملفات التي ستُنشر رسائل كتبها جيفري إبستين عام 2018، أشار فيها إلى الرئيس دونالد ترامب قائلاً: "أنا الوحيد القادر على إسقاطه". وأكد ترامب، الذي كان على علاقة صداقة مع إبستين لسنوات، أن خلافًا نشب بينهما في أوائل الألفية الثانية، أي قبل عامين من اعتقال إبستين، نافياً أي مخالفات له تتعلق بالقضية.
وفي تصريحات للصحفيين مساء الاثنين، شدد الرئيس على أن الجمهوريين ليس لهم أي علاقة بإبستين، مضيفًا: "هذه في الواقع مشكلة الديمقراطيين، فكلهم كانوا أصدقاء إبستين"
كما رحبت عائلة فرجينيا جيوفري، التي توفيت منتحرة هذا العام، بتوقيع ترامب على مشروع قانون نشر ملفات إبستين، واصفين الخطوة بأنها "حدث عظيم" للناجين الآخرين. وأكد شقيقها وزوجة أخيها، سكاي وأماندا روبرتس، أنهم يظلون يقظين: "العمل لم ينتهِ بعد، ويجب الكشف عن كل اسم، بغض النظر عن السلطة أو الثروة أو الانتماء الحزبي".
عُثر على جيفري إبستين ميتًا في زنزانته بسجن نيويورك عام 2019، حيث اعتبر الطبيب الشرعي وفاته انتحارًا. وكان إبستين محتجزًا بتهمة الاتجار بالجنس. وعُرف الممول الراحل بعلاقاته مع عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك أندرو ماونتباتن وندسور، شقيق الملك تشارلز والأمير السابق، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومستشاره السابق ستيف بانون، إضافة إلى مجموعة من الشخصيات الأخرى في مجالات الإعلام والسياسة والترفيه.
أصبح من المتوقع أن تكشف المدعية العامة بام بوندي عن "جميع السجلات والوثائق والاتصالات والمواد التحقيقية غير السرية" المتعلقة بـ جيفري إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل خلال 30 يومًا من تاريخ سنّ القانون، فيما تقضي ماكسويل حاليًا 20 عامًا بالسجن بتهمة الاتجار بالجنس.
وينص القانون على إمكانية حجب أجزاء من الملفات إذا كانت تتعلق بتحقيقات نشطة أو تعتبر انتهاكًا للخصوصية الشخصية، مع منح بوندي سلطة حماية أي معلومات قد تعرض التحقيقات الفيدرالية أو هوية الضحايا للخطر.
أعرب النائب الجمهوري توماس ماسي، أحد مهندسي مشروع القانون، عن قلقه إزاء إمكانية حجب بعض الملفات المتعلقة بجيفري إبستين. وقال ماسي: "أشعر بالقلق من أن ترامب قد يفتح سلسلة من التحقيقات، وأعتقد أنهم قد يحاولون استخدام هذه التحقيقات كذريعة لعدم نشر الملفات. هذا ما يقلقني".
اقرأ أيضًا :
ملفات إبستين.. أسماء ومراسلات جديدة تكشف شبكة علاقات معقدة
وثائق إبستين الجديدة تكشف أسرارًا عن "ترامب"
ترامب يتوعد BBC.. دعوى قضائية محتملة وتعويض بمليارات الدولارات













