في حدث وُصف بالتاريخي، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ عقود.
واستمر الاجتماع بين الرئيسين نحو ساعة وأربعين دقيقة، بحضور وزيري خارجية البلدين، حيث تناول اللقاء — وفق بيان الرئاسة السورية — بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد وزير الخارجية السوري أن اللقاء كان “بناءً وشاملًا”، مضيفًا أن المباحثات ركزت على دعم وحدة سوريا وإعادة إعمارها، وإزالة العقبات أمام نهضتها الاقتصادية. كما ناقش الطرفان انضمام سوريا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. وقالت الرئاسة السورية إن الزيارة تأتي في إطار “فتح صفحة جديدة” في العلاقات بين دمشق وواشنطن، مشيرة إلى أن المحادثات شملت أيضًا التطورات في الشرق الأوسط والملف الإنساني في سوريا.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تمديد الإعفاء من عقوبات “قانون قيصر” لمدة 180 يومًا إضافية، موضحة أن هذا القرار يهدف إلى تسهيل المعاملات الاقتصادية والإنسانية في سوريا. وكانت الوزارة قد أصدرت في مايو الماضي ترخيصًا عامًا يسمح بالتعامل مع الحكومة السورية المؤقتة بقيادة الشرع، والبنك المركزي، والمؤسسات المملوكة للدولة، في خطوة وُصفت بأنها بداية لتخفيف القيود الاقتصادية بين البلدين.
وفي تصريحات سابقة، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن “الإجراءات الجديدة تمثل الخطوة الأولى نحو علاقة مختلفة بين سوريا والولايات المتحدة”. من جانب آخر، نشر النائب الجمهوري جو ويلسون، عضو لجنتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية في الكونغرس، صورة تجمعه بالرئيس الشرع خلال لقائهما في واشنطن الأحد، فيما التقى النائب الجمهوري بريان ماست بالرئيس السوري في اليوم نفسه، رغم معارضته السابقة لرفع العقوبات عن دمشق.
ورغم أهمية الحدث، لم تشهد زيارة الشرع مظاهر الاحتفاء المعتادة في البيت الأبيض؛ إذ دخل من بوابة جانبية بعيدًا عن عدسات الصحفيين، دون مراسم رسمية أو رفع الأعلام السورية. وكان مجلس الأمن الدولي قد صوّت، قبيل الزيارة، على رفع اسم الشرع ووزير داخليته من قوائم الإرهاب، ما مهد الطريق أمام هذه الزيارة. وبدورها، أزالت وزارة الخزانة الأميركية اسم الشرع من قائمة الإرهابيين العالميين المعينين بشكل خاص (SDGT).
ووفق مصادر أميركية، فقد تطرقت المباحثات أيضًا إلى احتمال التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل برعاية واشنطن، بهدف تهدئة الأوضاع على الحدود بين البلدين قبل نهاية العام الجاري. وفي المقابل، أشار البيت الأبيض إلى أن اللقاء جرى في أجواء مغلقة دون تغطية إعلامية، في خطوة غير معتادة بالنسبة لزيارات القادة الأجانب، في حين واصل الشرع لقاءاته في واشنطن مع أعضاء الجالية السورية الأميركية وعدد من النواب في الكونغرس.
اقرأ أيضًا:
“الخزانة الأميركية” تعلّق عقوبات قيصر المفروضة على سوريا
“داعش” متهمة.. إحباط محاولتين لاغتيال أحمد الشرع
مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري











