بعد فوز المملكة برئاستها.. ما هي منظمة “الإنتوساي”؟

عززت المملكة العربية السعودية مكانتها الدولية في مجال المراجعة والمحاسبة بفوزها برئاسة منظمة الإنتوساي (المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة)، وذلك خلال اجتماعات الجمعية العمومية الخامسة والعشرين للمنظمة المنعقدة في شرم الشيخ، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.

وقد أُعلن فوز المملكة، ممثلة بالديوان العام للمحاسبة، برئاسة الإنتوساي للفترة الممتدة من عام 2031 ولمدة ثلاث سنوات، في إنجاز يؤكد ريادتها العالمية ودورها الفاعل في تطوير ممارسات الحوكمة والمراجعة وتعزيز الشفافية المالية على مستوى العالم.

ما هي منظمة الإنتوساي؟

تُعد الإنتوساي أكبر وأقدم منظمة دولية تضم الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، إذ تأسست قبل أكثر من سبعة عقود، وتتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرًا لأمانتها العامة. وتضم الإنتوساي اليوم أكثر من 195 دولة عضوًا، تمثل الأجهزة العليا للرقابة في مختلف دول العالم، وتعمل على تبادل الخبرات وتعزيز المعايير الدولية للمراجعة في القطاع العام، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء الحكومي وتحسين إدارة الموارد العامة.

وتتميز منظمة الإنتوساي بكونها كيانًا مستقلًا مهنيًا وغير سياسي، يهدف إلى دعم التعاون بين الأجهزة العليا للرقابة وتطوير قدراتها المؤسسية. كما تسعى الإنتوساي إلى تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين أعضائها، ووضع معايير المراجعة الدولية، وتوفير منصة لتبادل أفضل الممارسات في مجالات الحوكمة والمساءلة. وتضطلع المنظمة بدور محوري في تمثيل الأجهزة العليا للرقابة أمام المجتمع الدولي كصوت موحد يسهم في ترسيخ الحكم الرشيد ومكافحة الفساد وتحقيق التنمية المستدامة.

وتشكّل منظمة الإنتوساي تشكل مرجعًا عالميًا للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، وفضاءً للتعاون الدولي في تعزيز النزاهة وحماية المال العام، وهو الهدف الذي تلتقي فيه رؤية المملكة مع رسالة الإنتوساي في بناء مستقبل أكثر شفافية واستدامة على مستوى العالم.

مسيرة من قيادة المنظمات الدولية

ويأتي فوز المملكة برئاسة الإنتوساي امتدادًا لمسيرتها المتميزة في قيادة المنظمات الدولية والإقليمية، إذ سبق للديوان العام للمحاسبة أن ترأس المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة (الأرابوساي) لفترتين متتاليتين منذ عام 2022، كما يستعد لتولي رئاسة المنظمة الآسيوية (الآسوساي) اعتبارًا من عام 2027. ويجسد هذا الفوز الدور الريادي للمملكة في تطوير منظومة الرقابة المالية والمحاسبية، ودعم الأجهزة النظيرة في الدول النامية.

وأكد رئيس الديوان العام للمحاسبة الدكتور حسام بن عبدالمحسن العنقري أن فوز المملكة برئاسة الإنتوساي يمثل إنجازًا وطنيًا جديدًا، بفضل الدعم الكبير الذي يحظى به الديوان من القيادة الرشيدة، مشيرًا إلى أن هذا المنصب يعكس ثقة المجتمع الدولي بالمملكة وقدرتها على قيادة مسيرة التطوير في المجال الرقابي عالميًا. وأوضح أن المملكة تتطلع إلى استقبال وفود الإنتوساي في الرياض عام 2031، في حدث عالمي يجسد التزامها بدعم الشفافية والحوكمة ورفع كفاءة الأداء الحكومي.