علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، على انتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد الغارات الجوية التي نفذها الاحتلال على القطاع منذ أمس الثلاثاء، والتي أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين. وهو ما أثار ردودًا عسكرية إسرائيلية اعتُبرت انتقامية واعتبرته أطراف عدة خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الهشّ.
وقال ترامب من على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية للصحفيين، إن وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة “ليس مهددًا” بالرغم من تجدد الغارات الإسرائيلية، موضحًا أن القوات الإسرائيلية ردت بعد سقوط ضحايا في صفوفها. وأضاف أن الردّ الإسرائيلي كان متوقعًا عندما تُستهدف قواتها. ويزعم الاحتلال بأن ضرباته جاءت في أعقاب هجوم نفذه مسلحون فلسطينيون أسفر، بحسب تقارير أولية، عن مقتل جندي إسرائيلي.
وفي تصريحاته تجاه حماس قال ترامب إنه يتوقع منهم الالتزام بالهدنة، محذّرًا من أنهم إن لم يفعلوا فقد يواجهون إجراءات قد تؤدي إلى القضاء عليهم. أما حركة حماس فقد نفت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في رفح جنوب القطاع، مؤكدة في بيان أنها لا تزال متمسكة باتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن القصف الإسرائيلي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 70 مدنيًا؛ من بين الضحايا خمسة أشخاص في منزل تعرض للقصف داخل مخيم البريج للاجئين بوسط القطاع، وأربعة آخرون في مبنى بحي الصبرة بمدينة غزة، وخمسة أفراد في سيارة بمدينة خان يونس. ومن جهتها أكدت حكومة الاحتلال الإسرائيلية مقتل جندي الأربعاء، فيما أوضح متحدث عسكري أن حركة حماس خرقت خط التهدئة عبر تنفيذ هجوم على نقاط تواجد للقوات الإسرائيلية داخل ما يُعرف بـ”الخط الأصفر”، وهو خط الانتشار المتفق عليه في بنود الهدنة.
وصدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أفاد بأنه أعطى تعليماته بشن “ضربات قوية” ردًا على الحادث. ولم يصدر تعليق فوري من قيادة الجيش على تفاصيل الضربات التي نفذت لاحقًا.
وفي السياق الدبلوماسي، اعتبرت أنقرة — في بيان أصدرته متأخرة يوم الثلاثاء — أن التجدد في القصف الإسرائيلي يعد انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ودعت المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط لالتزام إسرائيل بالاتفاق ووقف ما وصفته بـ”سياسة الإبادة الجماعية”. وأكدت إسرائيل من جانبها أن عملياتها تشكل دفاعًا عن النفس ونفت اتهامات الإبادة، فيما تواجه تل أبيب اتهامات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تتعلق بهذا الشأن.
يذكر أن الهدنة التي تمت بوساطة أمريكية دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر وأنهت نزاعًا استمر عامين نفذت خلاله الاحتلال القصف المتواصل على القطاع ما أدى إلى مقتل ما يقرب من 70 ألفًا من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال. ومع ذلك تتبادل الطرفان الآن الاتهامات المتعلقة بخرق شروط الهدنة.
اقرأ أيضًا:
بأمر من نتنياهو.. الاحتلال يشن غارات عنيفة على غزة
هل يحق لترامب الترشح لولاية ثالثة؟
فريق مصري يدخل غزة للبحث عن رفات رهائن إسرائيليين











