أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء بشن "ضربات قوية" على غزة، في خطوة تُعد تصعيدًا جديدًا يُهدد اتفاق وقف إطلاق النار، وجاء هذا القرار بعد أن سلمت حركة حماس أجزاء من جثة رهينة إسرائيلية كانت قد سلمتها من قبل، مما اعتبرته تل أبيب "انتهاكًا واضحًا" للاتفاق.
ووقعت انفجارات في مناطق متعددة من القطاع، شملت مدينة غزة ودير البلح، تزامنًا مع سماع أصوات إطلاق نار من دبابات إسرائيلية.
انتهاك الاتفاق واتهامات متبادلة
اتهم نتنياهو حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن تأخير تسليم جثث الرهائن يشكل إخلالًا بالتفاهمات القائمة، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن حماس "ستدفع ثمنًا باهظًا" لمهاجمتها الجنود الإسرائيليين في غزة.
في المقابل، نفت حماس مسؤوليتها عن أي هجوم على القوات الإسرائيلية، وأكدت التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة أن الغارات الإسرائيلية تمثل "خرقًا صارخًا" للاتفاق، ودعت الوسطاء الدوليين إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد.
اشتباكات في رفح وغارات قرب المستشفيات
شهدت مدينة رفح في جنوب غزة تبادلًا لإطلاق النار بين قوات الاحتلال ومسلحين، فيما شُنت غارات قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ما أثار مخاوف من سقوط ضحايا بين المدنيين.
وقالت مصادر طبية إن القصف استهدف مناطق مأهولة بالسكان، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع منذ عامين.
أزمة الجثث تعرقل المفاوضات
تؤكد حماس أنها تواجه صعوبات في العثور على جثث الرهائن وسط الدمار الهائل في غزة، بينما تتهمها إسرائيل بتعمد تأخير تسليمها، وقد استعانت مصر بفريق من الخبراء ومعدات ثقيلة للمساعدة في البحث عن الجثث في مناطق مثل خان يونس والنصيرات، في محاولة لتسريع تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
الهدنة الهشة تحت الاختبار من جديد
بدأ اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، وتمكن من الصمود رغم تكرار الانتهاكات، فقد سبق أن ردت إسرائيل على مقتل جنديين بسلسلة غارات أسفرت عن مقتل أكثر من 40 فلسطينيًا.
وفي عطلة نهاية الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل غارة على أهداف وصفتها بأنها تابعة لـ "الجهاد الإسلامي"، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، ورغم ذلك، ظلت الهدنة قائمة حتى الغارات الأخيرة على غزة.
وتُشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى استشهاد أكثر من 68,500 فلسطيني منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، كما حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع يواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
ما سبب استبعاد واشنطن للأونروا من توزيع المساعدات في غزة؟
منها تسليم غزة للجنة مؤقتة.. أبرز قرارات اجتماع الفصائل الفلسطينية













