ألقت السلطات الأمنية السورية، اليوم الخميس، القبض على نمير الأسد، ابن عم الرئيس السابق بشار الأسد، في عملية أمنية وُصفت بالمحكمة في مدينة القرداحة بريف اللاذقية، معقله التاريخي.
ومنذ الإطاحة بنظام عائلة الأسد الذي استمر لعقود، تبذل السلطات الجديدة جهودًا لملاحقة شخصيات من معاوني بشار متورطة في أنشطة إجرامية.
وأفادت وكالة الأنباء السورية “سانا”، نقلاً عن مصدر أمني في وزارة الداخلية، بأن قوى الأمن الداخلي تمكنت من اعتقال نمير الأسد مع عدد من أفراد عصابته.
وأوضح المصدر أن العملية نُفذت بناءً على معلومات دقيقة، حيث تم نصب كمين محكم أدى إلى إلقاء القبض عليه، مشيرًا أن هذه العملية “تعكس التزام قوى الأمن الداخلي بملاحقة فلول النظام السابق، ومكافحة الجريمة وتحقيق العدالة”.
يُتهم نمير الأسد بأنه كان أحد أبرز الشخصيات النافذة والمتورطة في شبكات الجريمة المنظمة خلال فترة حكم ابن عمه.
وبحسب المصادر الأمنية، التي نقلت عنها وسائل إعلام سورية، يُعتبر من كبار تجار المخدرات، فضلاً عن تورطه في جرائم أخرى.
وربطت تقارير إعلامية محلية عملية القبض عليه بحادثة سطو مسلح استهدفت محطة وقود في القرداحة قبل أيام، والتي أسفرت عن مقتل شاب وإصابة آخرين.
وتشير المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام السورية أن نمير الأسد كان يقبع في سجن صيدنايا العسكري سيئ السمعة قبل سقوط النظام، إلا أنه تمكن من الخروج عقب حالة الفوضى التي رافقت فتح السجون في الثامن من ديسمبر من العام الماضي 2024.
ويأتي القبض على نمير الأسد في وقت لا تزال فيه سوريا تتعافى من آثار حرب أهلية مدمرة استمرت لأكثر من عقد، وانتهت بانهيار مفاجئ لنظام بشار الأسد في أواخر عام 2024.
وعقب هذا الانهيار، فرّ الرئيس السابق مع أفراد عائلته المقربين إلى روسيا، التي منحته اللجوء، ومنذ ذلك الحين يتوارى الرئيس السابق عن الانظار، بينما تواجه السلطات الجديدة تحديات هائلة لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار في البلاد.
