انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الأحد الدكتور عبد الله نصيف نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق، بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لأكثر من 5 عقود في مجالات التعليم والبحث والدعوة وخدمة الوطن، حيث ترك عبد الله نصيف بصمة بارزة في ميادين العلم والفكر والعمل الإسلامي، تجعل اسمه باقيًا كرمز للعطاء والتوازن والاعتدال.
وُلد عبد الله نصيف في مدينة جدة عام 1939م، وتلقّى تعليمه الأولي فيها قبل أن يلتحق بجامعة الملك سعود في الرياض، حيث نال درجة البكالوريوس في علوم الجيولوجيا.
واصل دراساته العليا في الخارج حتى حصل على درجة الدكتوراه في تخصصه العلمي، ليعود بعدها أستاذًا جامعيًا وباحثًا بارزًا في مجال علوم الأرض، مقدّمًا العديد من الأبحاث الأكاديمية التي أسهمت في إثراء المعرفة الجيولوجية في المملكة.
تدرّج عبد الله نصيف في العمل الأكاديمي حتى تولّى رئاسة جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، حيث شهدت الجامعة في عهده نهضة علمية واضحة، توسّعت خلالها الكليات والأقسام البحثية، وتطوّرت البرامج الأكاديمية لتواكب احتياجات سوق العمل.
كما حرص الكتور عبد الله نصيف على ربط الجامعة بالمجتمع عبر مبادرات علمية وثقافية هدفت إلى تعزيز التكامل بين التعليم والتنمية الوطنية.
عُرف عبد الله نصيف بدوره البارز في رابطة العالم الإسلامي، حيث شغل منصب الأمين العام للرابطة وأسهم في تمثيل المملكة في العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية، وحمل رسائل الحوار والتفاهم بين الشعوب والأديان، ودافع عن قضايا الأمة الإسلامية بحكمة واعتدال.
كما شغل الدكتور عبد الله نصيف منصب نائب رئيس مجلس الشورى في إحدى دوراته، حيث كان مثالًا في الرؤية الواسعة وخدمة المصلحة الوطنية.
ترك عبد الله نصيف إرثًا علميًا وفكريًا زاخرًا من المؤلفات والمحاضرات والمشاركات داخل المملكة وخارجها، وتميّز بخطابه الوسطي الداعي إلى التعايش والاعتدال، ونال احترام العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي، وأثرى المكتبة العربية بإنتاجه العلمي والفكري المتنوع.
عبّر عدد من الشخصيات العامة والأكاديمية عن حزنهم العميق لرحيله، مؤكدين أن فقد عبد الله نصيف خسارة كبيرة للوطن وللأمة، لما مثّله من نموذج للعالم المتوازن والقيادي المخلص، وقد أثنوا على سيرته العطرة وجهوده في دعم التعليم والعمل الخيري وخدمة المجتمع.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
بعد رحيله.. من هو العالم الإسلامي أحمد عمر هاشم؟