يعد البروفيسور عمر ياغي أحد أبرز علماء الكيمياء في العصر الحديث، وشخصية علمية عالمية توّج مسيرته الأكاديمية والبحثية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود بالفوز بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025.
ويشغل هذا العالم، الذي يحمل الجنسيات الأردنية والأمريكية والسعودية، منصب أستاذ كرسي “جيمس ونيلتجي تريتر” المرموق للكيمياء في جامعة كاليفورنيا، ويعرف بأنه الأب الروحي لمجال “الكيمياء الشبكية” الذي أحدث ثورة في علوم المواد.
ولد عمر ياغي في العاصمة الأردنية عمّان عام 1965، ومنها انطلق في رحلة علمية ملهمة قادته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو في سن الخامسة عشرة، وهناك، شق طريقه الأكاديمي بتفوق، وحصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء، ثم نال درجة الدكتوراه ليبدأ مسيرته المهنية التي تنقل خلالها بين كبرى الجامعات الأمريكية، وصولاً إلى منصبه الحالي في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، إحدى أهم القلاع العلمية في العالم.
وإلى جانب منصبه الأكاديمي، يشغل ياغي منصب عالم منتسب في مختبر لورانس بيركلي الوطني، وهو المدير المؤسس لمعهد بيركلي العالمي للعلوم.
ويعتبر الإسهام العلمي الأبرز الذي قدمه عمر ياغي للبشرية هو تأسيسه للكيمياء الشبكية، وهو فرع جديد من الكيمياء يقوم على ربط “لبنات بناء” جزيئية معًا بروابط قوية لتشكيل هياكل ثلاثية الأبعاد مُصممة بدقة.
وأدى هذا المنهج المبتكر إلى تطوير فئة جديدة تمامًا من المواد تُعرف باسم “الأطر المعدنية العضوية” وهي مواد تتميز بكونها مسامية للغاية، حيث تمتلك مساحة سطح داخلية هائلة، مما يجعلها أشبه بـ “إسفنج جزيئي” قادر على امتصاص وتخزين وإطلاق جزيئات أخرى بشكل انتقائي، وهو ما فتح الباب أمام تطبيقات ثورية تعالج تحديات عالمية ملحة.
حظيت أبحاث البروفيسور عمر ياغي بتأثير هائل في الأوساط العلمية، إذ نشر أكثر من 300 ورقة بحثية في كبرى المجلات العلمية، وتم الاستشهاد بأعماله أكثر من 250,000 مرة، وهو رقم يضعه ضمن قائمة الكيميائيين الأكثر تأثيرًا في العالم.
وتقديرًا لإسهاماته الفريدة، تم انتخابه عضوًا في الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم “ليوبولدينا”، وهما من أرقى الهيئات العلمية عالميًا.
وفي خطوة لافتة تعكس التقدير الكبير لمكانته العلمية، مُنح عمر ياغي الجنسية السعودية بموجب أمر ملكي صدر في 11 نوفمبر 2021، لينضم بذلك إلى كوكبة من العقول والمواهب العالمية التي تستقطبها المملكة لتعزيز اقتصاد المعرفة والابتكار.