أكد قيادي بارز في حركة حماس أن الهجوم الذي شنته الحركة على الأراضي المحتلة من إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 كان نقطة تحول تاريخية، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون في غزة، معتبرًا أنه فتح “لحظة ذهبية” أعادت الزخم للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
وجاءت هذه التصريحات في مقابلة مطوّلة مع شبكة CNN في الدوحة، بعد نجاته من غارة إسرائيلية استهدفت مقرًا للحركة هناك. وأشار غازي حمد إلى أن الإدانات الدولية المتزايدة ضد إسرائيل والاعتراف المتنامي بالدولة الفلسطينية، تعد من أبرز نتائج تلك الأحداث. وأضاف: “لقد انتظرنا هذه اللحظة 77 عامًا، وما جرى كشف للعالم حقيقة الاحتلال”.
في الوقت الذي دافع فيه حمد عن هجوم حماس، صرّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس من على منبر الأمم المتحدة بإدانته لما وقع، مؤكدًا أن حماس لن يكون لها أي دور في الدولة الفلسطينية المستقبلية. وقد سبقت هذه الكلمة خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة بيوم واحد فقط. أما الهجوم نفسه، فقد أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص داخل إسرائيل وأسر أكثر من 250 رهينة، بحسب مزاعم الاحتلال، وردّت إسرائيل بعمليات عسكرية غير مسبوقة أوقعت – بحسب وزارة الصحة في غزة – أكثر من 65 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، وسط اتهامات دولية بأن ردها تجاوز الحدود ووصل إلى مستوى “الإبادة الجماعية”.
وخلال المقابلة، سُئل حمد عن مسؤولية حماس تجاه الضحايا في فلسطين، لكنه رفض الاعتراف بذلك قائلاً: “الكلفة مرتفعة جدًا، لكن ما البديل؟”. وفي الوقت نفسه، برزت أصوات داخل غزة تنتقد الحركة، متهمة إياها بترك السكان يواجهون الجوع ونقص المياه والدواء. وعندما عرضت CNN على حمد لقطات لمتظاهرين يطالبون حماس بالتخلي عن السلطة، رفض مشاهدتها طويلًا، محمّلًا إسرائيل وحدها مسؤولية معاناة المدنيين.
وبحسب ما أوردته “سي إن إن”، فإن الحركة واجهت موجة غضب شعبي غير مسبوقة، حيث تعرّض شاب فلسطيني في أبريل للتعذيب والقتل على يد مسلحيها بسبب مشاركته في احتجاجات، كما شهد شمال غزة في مايو أكبر مظاهرة ضد حماس منذ بدء الحرب.
أحد أبرز الملفات التي أثارت جدلًا كان ملف الرهائن. فبينما اتهمت إسرائيل حماس باستخدامهم كدروع بشرية، نفت الحركة ذلك على لسان حمد، مؤكدًا أنهم يعاملون وفق المبادئ الإسلامية. وفي المقابل، تحدث بعض الأسرى المحررين عن معاناة صحية قاسية، بل وعن انتهاكات جنسية، وهي اتهامات قالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير بشأنها. غير أن حمد أنكر صحتها قائلًا: “لا يوجد دليل واحد يثبت هذه المزاعم”. كما رفض السماح للصليب الأحمر بالوصول إلى الرهائن بدعوى أن الوضع الميداني معقد.
وتطرّق حمد إلى نجاته من غارة إسرائيلية استهدفته في قطر في سبتمبر الماضي، واصفًا ذلك بـ”المعجزة”. وأوضح أن الضربة وقعت بينما كانت الحركة تدرس مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار، ما أدى إلى تجميد المفاوضات. وانتقد الولايات المتحدة معتبرًا أنها لا تتحرك كوسيط نزيه، بل تنفذ أجندة إسرائيلية. ومع اشتداد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف القتال، يشدد المجتمع الدولي على ضرورة نزع سلاح حماس، بينما يصر قادتها على أن جناحها العسكري “سلاح مشروع” لا يمكن التخلي عنه. وأكد حمد أن الحركة ستظل جزءًا من أي معادلة سياسية تخص الفلسطينيين قائلاً: “لن نستسلم أبدًا، ولن نُستبعد من المشهد”.