logo alelm
البرتغال أحدث المنضمين لقافلة الاعتراف بدولة فلسطين

أعلنت حكومة البرتغال أنها ستعترف رسميًا بدولة فلسطين يوم الأحد المقبل، في خطوة سياسية هامة تأتي عشية انطلاق أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث من المتوقع أن تحتل قضية السلام في الشرق الأوسط صدارة جدول الأعمال.

ويأتي هذا القرار بعد فترة من الترقب وانتهاج البرتغال مقاربة وصفت بـ”الحذرة”، على عكس جارتها إسبانيا التي اعترفت بالدولة الفلسطينية في مايو 2024، حيث فضّلت لشبونة التوصل إلى موقف مشترك مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى قبل اتخاذ هذه الخطوة بشكل منفرد.

أسباب اعتراف البرتغال بالدولة الفلسطينية

وفي هذا السياق، أكد الرئيس البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، يوم الجمعة، أن “اعتراف البرتغال بفلسطين هو لفتة مسؤولية وتوازن”، مضيفًا: “إنه يعكس قناعتنا بأنه فقط من خلال الحوار والاعتراف المتبادل واحترام القانون الدولي يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين إيجاد السلام الذي يستحقونه”.

ومن المقرر أن يتوجه الرئيس دي سوزا إلى نيويورك للمشاركة في مداولات الجمعية العامة، مما يسلط الضوء على الحضور الدبلوماسي البارز الذي تتمتع به البرتغال هذا العام، خاصة وأن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هو رئيس وزراء سابق للبرتغال.

من جانبه، وصف رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو الخطوة بأنها “تأكيد على التزام البرتغال بالسلام والعدالة، وبحق كل من الفلسطينيين والإسرائيليين في العيش بأمن داخل حدود معترف بها دوليًا”.

وشدد وزير الخارجية باولو رانجيل على أن هذا الاعتراف ليس موجهًا ضد إسرائيل، قائلًا: “هذا الاعتراف ليس ضد أي شخص، بل هو من أجل كرامة الشعب الفلسطيني وأمن إسرائيل”.

وأضاف أن “حل الدولتين يظل الأفق الوحيد القابل للتطبيق للسلام في الشرق الأوسط، والبرتغال على استعداد للعمل مع الشركاء من جميع الأطراف لتحويله إلى حقيقة”.

البرتغال وزخم الاعتراف الأوروبي المتزايد

تنضم البرتغال بهذه الخطوة إلى قائمة متنامية من الدول الأوروبية التي تعترف بدولة فلسطين، لتصبح العضو الحادي عشر في الاتحاد الأوروبي الذي يتخذ هذا الموقف.

ويأتي قرارها في أعقاب موجة اعترافات شهدها عام 2024 من قبل إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج، والتي سبقتها السويد في عام 2014، بالإضافة إلى اعترافات أقدم من دول وسط وشرق أوروبا في ثمانينيات القرن الماضي.

كما يشير المحللون إلى أن دولًا أخرى مثل فرنسا ومالطا ولوكسمبورغ وبلجيكا تستعد لاتخاذ خطوات مماثلة، مما يعكس زخمًا أوروبيًا متزايدًا لدعم إقامة الدولة الفلسطينية.

ويكتسب قرار البرتغال أهمية رمزية إضافية، حيث يكمل إجماعًا داخل مجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية والتي سبق لأعضائها البارزين مثل البرازيل وأنغولا وموزمبيق والبرازيل الاعتراف بفلسطين.

وعلى الصعيد العالمي، تعترف أكثر من 140 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، وهو موقف كرّسته الجمعية العامة في عام 2012 عبر رفع مكانة فلسطين إلى “دولة مراقبة غير عضو”.

ورغم أن ردود الفعل منقسمة، حيث رحب القادة الفلسطينيون بالخطوة باعتبارها تعزيزًا لشرعيتهم الدولية، بينما أعربت إسرائيل وبعض حلفائها عن قلقهم، يرى المراقبون أن هذا الاعتراف، وإن كان لن يغير الواقع الميداني في غزة، فإنه سيزيد من الضغط الدبلوماسي من أجل وقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والتمهيد لإطار حوكمة لمرحلة ما بعد الحرب مرتبط بحل الدولتين.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

“طعنات الحلفاء”.. أبرز أسرار مذكرات كامالا هاريس

المقالة التالية

كيف نرث الصفات من أجدادنا؟ .. رحلة مذهلة عبر الحمض النووي