شنت إسرائيل، اليوم الأربعاء، سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الجوف شمالي البلاد، في تصعيد جديد يزيد من تعقيد المشهد العسكري في المنطقة.
وقالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين في صنعاء إن القصف أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 118 آخرين في حصيلة أولية، وسط تحذيرات من إمكانية ارتفاع الأعداد مع استمرار عمليات الإنقاذ.
أكدت مصادر محلية في اليمن أن الغارات استهدفت مواقع متعددة في صنعاء والجوف، حيث هزت الانفجارات القوية العاصمة وأجزاء واسعة من شمال البلاد، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من عدة مواقع، من بينها مقر وزارة الدفاع وسط صنعاء، إضافة إلى مناطق جنوب غربي المدينة.
كما أشارت وسائل إعلام إلى أن الضربات طالت مواقع مدنية بينها البنك المركزي والمجمع الحكومي في محافظة الجوف.
علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الضربات قائلاً: “لقد قمنا بتصفية معظم أعضاء حكومة الحوثي الإرهابية قبل أيام، وردّ الحوثيون بمحاولة استهداف مطار رامون، لكننا لم نتراجع. اليوم ضربنا مواقعهم وقواعدهم الإرهابية، وسنواصل استهداف كل من يحاول ضربنا”.
من جانبه، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العملية جاءت “رداً موجعاً على الحوثيين في اليمن”، متوعداً بالمزيد من الضربات خلال المرحلة المقبلة.
كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن العملية العسكرية، التي أُطلق عليها اسم “دق الأجراس”، شاركت فيها أكثر من 10 مقاتلات استخدمت نحو 30 قطعة ذخيرة لضرب 15 هدفاً متفرقا في اليمن.
وأوضحت أن الضربة تعد الأطول من نوعها منذ اندلاع الحرب، حيث قطعت المقاتلات مسافة تزيد عن 2350 كيلومتراً للوصول إلى أهدافها.
على الجانب الآخر، نفت القوات الحوثية مزاعم إسرائيل باستهداف منصات إطلاق صواريخ، مؤكدة أن القصف طال مؤسسات إعلامية مثل صحيفتي “26 سبتمبر” و”اليمن”، بالإضافة إلى مواقع مدنية بالكامل.
وقال المتحدث باسم الحوثيين إن هناك شهداء وجرحى بين الصحفيين والمواطنين، متوعداً بأن “العدوان الغاشم لن يمر دون رد”.
تأتي هذه الضربات بعد أيام من إعلان الحوثيين استهداف مواقع إسرائيلية، من بينها مطارا بن غوريون ورامون، وبينما تحاول الأطراف الدولية الدعوة إلى ضبط النفس، يبقى اليمن ساحة مفتوحة لصراعات إقليمية ودولية معقدة، تتداخل فيها حسابات السياسة والأمن.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| هجوم إسرائيل على قطر في ميزان القانون الدولي